جديد 4E

أحمد الشرع : عقل الثأر والثورة لا يبني الدولة إنما يصلح لإزالة حكم وليس بناء حكم .. وأعوّل على ثقافة المجتمع وخياراته

 

 

“مؤتمر الحوار الوطني” سيكون جامعا لكل مكونات المجتمع وسيشكل لجانا متخصصة ويشهد تصويتاً

أعول على ثقافة المجتمع وخياراته (..) هناك توافق مجتمعي في سورية، قادر أن يصنع حياة جديدة”

 

السلطة الرابعة – متابعات :

بعيد ختام الاجتماع الموسع حول سوريا في الرياض والذي شدد على دعم دمشق ومكافحة الإرهاب، كرر رئيس القيادة السورية الجديدة، أحمد الشرع، موقفه لجهة بناء الدولة وحل الفصائل المسلحة، وقال في مقابلة صحافية إنه من المستحيل بناء الدولة بالفصائل.

عقلية الثورة

كما أكد على وجوب الابتعاد عن الثأر وعقلية الثورة خلال مسيرة الحكم الجديد وبناء مؤسسات الدولة. وشدد على أن عقل الثأر والثورة لا يبني الدولة، إنما يصلح لإزالة حكم وليس بناء حكم. ورأى أن عقلية الثورة تتميز بالهيجان وردود الأفعال.

كذلك اعتبر الشرع أنه استرجع الدولة برمتها من نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وأعاد موقع البلاد الاستراتيجي والدولي.

إلى ذلك، لفت إلى وجوب أن تبني المؤسسات هيكلية الدولة من الرئاسة إلى البرلمان والحكومة.

كما اعتبر أن البلاد اليوم في مرحلة إعادة بناء القانون، مشددا على أن “مؤتمر الحوار الوطني” سيكون جامعا لكل مكونات المجتمع، وسيشكل لجانا متخصصة وسيشهد تصويتاً أيضاً.

ومنذ سقوط حكم الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، تحول الشرع إلى الحاكم الفعلي المؤقت للبلاد، بينما أوفدت عدة دول عربية وغربية ممثلين عنها إلى دمشق، من أجل التشاور حول عدة ملفات من ضمنها مستقبل سوريا.

واعتبر قائد الإدارة السورية الجديدة أن “بناء الدولة السورية أولى من الحقوق الشخصية” فعقلية الثأر لا تبني الدولة.. ويجب تغليب حالة التسامح لبناء الدولة.. ولا تسامح مع من ارتكب جرائم ومجازر بحق أبناء الشعب السوري”

وتابع: “نريد أن نبني مؤسسات دولة تحقق مستوى جيدا من العدالة بين الناس وتمنع تكرار ما حدث في المستقبل”.

من جهة أخرى، أشار قائد الإدارة الجديدة في سوريا إلى أنه “لا يمكن بناء دولة بفصائل.. هناك مؤسسات ودولة ورئاسة وبرلمان وحكومة تنفيذية”.

كما ذكر الشرع: “جواز السفر السوري سيكون له وزن كبير بعد سنوات”.

وحول حديث قائد الإدارة الحالية في سوريا أوردت شبكة (CNN) الأميركية ما قاله عن مصطلح التكويع الذي أثار تفاعلا خلال تصريحات مصورة له مع اليوتيوبر الأردني، جو حطاب.

وقالت الشبكة : ظهر الشرع متحدثا إلى حطاب وعدد من الشبان داخل أحد القصور الرئاسية في العاصمة دمشق، وقال: “فبالتالي لما راح النظام شوف الناس.. شوف الناس كيف كانت يعني”.

وتابع قائد الإدارة الحالية في سوريا: “طبعا أنا ضد موضوع التكويع…”، وسط ضحكات من الحاضرين.

وأردف الشرع قائلا: “يعني بحاول أُحسن الظن فبقول إنو في ناس صرلها سنوات عن تتثقف ضد الثورة وقبلها كمان في شي 35 سنة عم تتثقف ضد طائفة معينة، إن صح التعبير، إنه هدول إذا حكموا رح يدبحوا ورح يرموكم بالبحر… الدعاية هي يلي كتير صرف عليها النظام انهارت خلال 11 يوم”.

 

ويُستخدم مصطلح “التكويع” في سوريا – تقول CNN للإشارة إلى شخصيات كانت مؤيدة لنظام الأسد المخلوع وأصبحت بعد ذلك مؤيدة للثورة السورية بعد سقوط النظام.

وأثار هذا المقطع تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في ظل الجدل الكبير الدائر حول هذا المصطلح بين السوريين.

واهتمت وكالات بقول الشرع : إن “عملية بناء الدولة يجب أن تكون بفكر الدولة، وليس بفكر الثوار والفصائل والجماعات”، مؤكداً أن “الأولوية هي البناء الصحيح للدولة السورية الجديدة”.

 

وأضاف: “نعمل لإعادة سوريا إلى مكانتها الاقتصادية والحضارية والسياسية في العالم”، مشدداً على “ضرورة تغليب التسامح بين السوريين وتفعيل القضاء لأخذ الحقوق”، وأشار إلى أن الإدارة الجديدة تعمل على “جعل سوريا جاهزة لعودة لاجئيها الذين يزيد عددهم عن 15 مليوناً”.

وفي إطار رؤيته لأولويات المرحلة المقبلة، أوضح «الشرع»، أهمية العفو الوطني كخطوة أساسية لتحقيق المصالحة المجتمعية، إلى جانب إعادة هيبة الجواز السوري كرمز للقوة الوطنية، ضمن مشروع شامل لإعادة بناء سوريا على أسس العدالة والثقة.

واستعرض الشرع، المشاعر التي صاحبت التحرير والتغيير الذي شهدته سوريا وقال: «بعد 14 سنة من المعاناة، أو حتى 21 سنة على المستوى الشخصي. أعظم شيء يمكن أن تشهده في حياتك هو أن ترى التعب الطويل الذي مررت به يذهب في لحظة، عندما ترى إنسانا لم يرَ أمه منذ 14 سنة، أو أخا لم يلتقِ بأخيه منذ 10 سنوات، أو حتى 8 سنوات. هذه اللحظات الإنسانية تظهر في فيديوهات الناس التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي؛ أناس تبكي، وأسر مشتت شملها».

وأشار الشرع إلى أن «المعركة لم تكن فقط تحرير الأرض، بل كانت معركة استعادة الروح وجمع الناس معا. لقد عاشت سوريا تجربة صعبة؛ كان الشعب في حالة سجن جماعي، حيث لم يكن هناك زيارات ولا احتفالات. اليوم، ترى السوريين في الشوارع يحتفلون».

وأضاف: «لكن الألم كان عظيما. تصور أن يتم إخراج أحدهم من بيته بالقوة، مجردًا من كل شيء، ثم يُرسل إلى لبنان في المخيمات، أو الأردن في ظروف قاسية، أو حتى إلى تركيا التي استقبلت 3.5 ملايين لاجئ. كثيرون خاطروا بحياتهم في البحر، وغرق أطفال ونساء في محاولة للهروب».

وقال الشرع: “أنا على يقين أنه خلال عامين، السوريون الموجودون بالخارج الـ15مليونا لن يبقى منهم مليون، والناس ستعود”؛ أكد أن النظام المخلوع “تعامل من الشعب كعدو له وخائف منه دائما، وكل المؤسسات كانت لمحاصرة الشعب” فهو يفهم أن السلطة هي التحكم بمفاصل الناس وابتزازها”.

وتوقع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أن يعود معظم مواطنيه الموجودين في الخارج إلى بلدهم خلال عامين.

وتابع “الناس توجهت رهبة مع النظام المخلوع لا قناعة”، مضيفا “عندما تستعمل الأخلاق بشكل عملي تحسن التأثير بالناس”.

وأضاف الشرع أنه “إذا أردت المحافظة على النجاح يجب أن يكون لديك جانب قلق، فمن يريد العمل بالمصالح العامة لا يكون إلا بالحذر بحيث يكون لديك حافز للعمل أكثر”.

وشدد على أن “لغة الثأر” غير موجودة لدى أهل الشام، معتبراً أن “المعركة الكبيرة كان عنوانها اللهم نصر لا ثأر فيه، فالعقلية الثأرية لا تبني، والحق يؤخذ من خلال القضاء والقانون”.

وقال “أنا أعول على ثقافة المجتمع وخياراته (..) هناك توافق مجتمعي في سورية، قادر أن يصنع حياة جديدة”.

وبشأن مسألة العفو، قال الشرع “أثناء المعركة كنا نطرح العفو، غير معقول بعد النصر أن أسحب الناس من بيوتها (انتقاما)، ولو لم نفعل ذلك لاستعصت الناس، وحدث دم”.

وأضاف أن “الله أعطانا نصرا بأقل الكلف، فلو أنا منتصر وحلب ودمشق مدمرة لما استفدنا شيء، انتصرنا وكسبنا الشعب”.

و”يجب أن تكون لدينا أولويات في بناء الدولة القائمة، عبر بناء مؤسسات تحقق مستوى جيد من العدالة وتمنع تكرار ما حدث (..) من يقول ضيعنا حق نحن أعدنا سورية”، وفق الشرع.

وجدد التأكيد على أن “عقل الدولة يجب أن يحضر، عقل الثأر لا يبني دولة، الثورة انتهت وهي جزء من تاريخنا ونفخر فيه (..) يجب أن يحضر لدينا المنظور الإستراتيجي”.

الشرع شدد على أن “الانتقام الفردي غير مسموح هناك محاكم هناك عدالة” واعتبر قائلاً : إن كل حقوق الناس في عنقي وعلى رأسي من فوق، وحاشا لله أن أتهرب من حق أحد حتى لو على نفسي، لكن يجب علينا أن نعمل بعقلية الدولة، ولندع الناس تعيش ونغلّب حالة التسامح، إلا مع الناس التي كان لديها جريمة منظمة”، مشددا على أن “الانتقام الفردي غير مسموح هناك محاكم هناك عدالة .. والأولوية الآن هي البناء الصحيح للدولة السورية الجديدة”.

وقال الشرع إن الإدارة الجديدة تعمل لإعادة سوريا إلى مكانتها الاقتصادية والحضارية والسياسية في العالم.

( وكالات )