جديد 4E

بعد نحو ستين عاماً من انطلاق جمعية العلوم الاقتصادية جدير بها أن تغدو ناطقاً سوريّاً علميّاً للاقتصاد السوري

 

علوم وجمعية واقتصاد

 كتبه د.عامر خربوطلي:

أن يكون للاقتصاد جمعية فهذا أمر عظيم وأن تعتمد الجمعية على العلوم فهذا أمر مهم، أما أن تحمل جميعة العلوم الاقتصادية اسم سورية فهذا كمال الغاية والرسالة.

منذ انطلاق هذه الجمعية عام 1965 كجمعية علمية أهلية غير ربحية وهي في ميدان الاقتصاد مرتكز وحجة، وفي مجال الفكر الاقتصادي  تأثير واضح، وفي ساحة العمل الوطني حضورٌ لافت، أما في التصدي لمشاكل الاقتصاد السوري تحليلاً ومناقشةً واستنباطاً للحلول فكان لها شرف الريادة.

سنوات مرَّت في زمن الجمعية منذ تطبيق التخطيط الاشتراكي المركزي مطلع الستينات مروراً بالتعددية الاقتصادية مطلع السبعينات إلى مرحلة الانفتاح التدريجي بعد صدور قانون الاستثمار رقم /10/ مطلع التسعينات وصولاً لتبني اقتصاد السوق الاجتماعي عام 2005 ومن ثم إعلان قانون التشاركية وخلال جميع هذه التحولات والمتغيرات كانت الجمعية صوت العلم الاقتصادي الاحترافي وكان لندواتها الاقتصادية يوم الثلاثاء من كل شهر حدث السبق في أهم حراك فكري على مستوى الاقتصاد السوري تلاقت فيه التيارات الفكرية والرؤى المتناقضة أحياناً لتنتج حواراُ شفافاً عالي المستوى، جريء في محتواه، عميق في مدلوله، متنوع في مشاركاته  وغنيٌ في مداخلاته.

أن تهدف الجمعية لجملة من العناوين المهمة فهذا ما يمنحها سبق المبادرة والأولوية في ساحة العمل الاقتصادي السوري ومن أهدافها نذكر:

– النهوض بالأبحاث المتعلقة بالعلوم الاقتصادية.

– توثيق الروابط بين جميع العاملين في حقل العلوم الاقتصادية.

– النهوض بالمستوى العلمي والمهني للاقتصاديين.

– التعاون مع الجمعيات الاقتصادية العربية.

– نشر الأبحاث وإقامة المؤتمرات والندوات وإنشاء مراكز للبحوث والدراسات الاقتصادية.

الدكتور كمال شرف

قامات اقتصادية كبيرة ترأست مجلس إدارة الجمعية وكان لها حضورها وبصماتها الواضحة وهي اليوم تفخر برئاسة الأستاذ الدكتور كمال شرف الوزير والسفير السابق والأستاذ الجامعي المرموق وصاحب الفكر الاقتصادي والشخصية الدمثة الراقية الأصيلة.

الجمعية مستمرة وباقية رغم صعود نجم هيئات منافسة على صعيد الثقافة الاقتصادية يصفها البعض بأنها ترفٌ فكري في زمن تشتدُ فيه أولويات المعيشة، ويعتقد آخرون أنها منبر حر للآراء الجريئة، وهي في جميع ذلك تجمع الحاجة والترف والفكر والثقافة.

جهود حثيثة بإمكانيات محدودة أنتجت على مدى السنوات الستين التي خلت مئات الندوات وورشات العمل وجلسات الحوار ومثلها من التقاير والدراسات والأبحاث.

أن تكون مثل هذه الجمعية الأهلية بهذه العراقة والحضور المستمر يعني إنها حية وجديرة بالتطور والتوسع لتصبح الناطق العلمي والأهلي للاقتصاد السوري.

العيادة الاقتصادية السوريةحديث الأربعاء الاقتصادي رقم /263/

دمشق في 25 أيلول 2024م