جديد 4E

أردوغان يلوح لسورية من فوق صناديق الانتخاب الأميركية

 

عزة شتيوي :

لم تعد أحلام العثمانية الجديدة كما كانت منذ سنوات قريبة، فاليوم يعلن الرئيس التركي وهو قادم من برلين بعد حضوره مباراة لكرة القدم  بين بلاده وهولندا وهو متقبل لكل الخسارات وحتى السياسية منها وبكامل الروح الرياضية أن ينتظر الرد من دمشق والخطوة القادمة نحو إعادة العلاقات مع الجارة سورية وبوساطة روسية وعراقية، وأنه جاهز لعقد المصالحة علنا، وقد يكون بالشروط السورية ورغم أنف أميركا وحتى الأطلسي.

اللافت أن أميركا لم تبد قلقها وامتعاضها من تصريحات أردوغان المتكررة عن المصالحة مع دمشق بل تكاد تقول بهمس إنه شأن تركي طالما أنها صرحت أي واشنطن بالعلن بأن أي تقارب سوري تركي يجب أن يحقق تقدم سياسيا معينا.

قد يكون الموقف الأميركي ضبابيا طالما أن واشنطن تسن القوانين لمناهضة التطبيع مع السوريين، لكن الرئيس التركي قالها علنا بأن البيت الأبيض حتى الآن لايملك استراتيجية محددة تجاه الوضع في سورية، وقد يكون حديث أردوغان هذا في مكانه ينسف كل تبريرات واشنطن التي يبدو أن الرئيس جو بايدن بحكم البعد الجغرافي  والخرف السياسي نسي أن كل الدول المحيطة بسورية تتأثر بوضعها وأن أردوغان الذي وعد شعبه في انتخاباته بحل مشكلة المهجرين وإبعاد شبح التقسيم عن بلاده وخاصة مع تحركات حزب العمال الكردستاني وأجنحتها قسد ومسد المدعومة من أميركا وماتعانيه تركيا من أعباء اقتصادية وألغام إرهابية تغذت على الظهر العثماني والإخواني حتى باتت تهدده .. كلها مشكلات لاتحلها خسارة بايدن أو فوز ترامب، بل المصالحة مع دمشق وخلق التفاهمات في الوقت المستقطع بين رحيل رئيس أميركي وحضور آخر في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة.

يستعجل أردوغان مناجاة سورية للمصالحة ويلح حتى لو كانت بشروطها، فأميركا مشغولة في انتخاباتها وقد يحاول كل من بايدن وترامب إرضاء اردوغان ودعمه وترك حبله السياسي على الغارب حتى تفتح صناديق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

صحيفة الثورة – نبض الحدث – 7 تموز 2024م