جديد 4E

بعد مشاركته بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في اللاذقية .. الرئيس الأسد والسيدة الأولى يزوران دار الأمان لأبناء الشهداء بطرطوس

السلطة الرابعة – 4e :

وفي أولى الفعاليات الرئاسية بعد العودة من الصين شارك السيد الرئيس بشار الأسد بالاحتفال الديني الذى أقامته وزارة الأوقاف في الثامن والعشرين من أيلول، إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف في رحاب جامع عمر بن الخطاب في مدينة اللاذقية، حيث أدى صلاة الظهر مؤتماً بفضيلة الشيخ الدكتور محمود حكيم.

وألقى وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد كلمة أشار فيها إلى المعاني العظيمة لهذه الذكرى الكريمة وما تضمنته سيرة الرسول المصطفى من أخلاق وقيم هي مثال للبشرية في احترامها لحقوق الانسان.

وانتقد الوزير بقوة الإسلام السياسي ووصفه بالضال عن جادة الصواب، مبيناً أن الرسالة النبوية هي رسالة رحمة وليست رسالة القسوة والقتل ولا الإرهاب ولا التدمير ولا التفخيخ ولا التخريب ولا كل ما يدعيه ذلك الإسلام السياسي، لافتاً إلى القيم التي نشرها الرسول الكريم، ومن أهمها العدل والمساواة والدعوة إلى الحوار والحكمة والموعظة الحسنة.

وقال الوزير السيد إن سورية صمدت بشجاعة وتضحيات جيشها وشعبها وبحكمة قائدها الرئيس بشار الأسد الذي نحمد الله على سلامته ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يديمه لوطنه ولشعبه، ونحن نرى أروع صور الوفاء فبعد ساعات فقط على وصوله من الصين نراه في المسجد محتفياً بمولد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وخاطبه قائلاً: كنت وما زلت وفياً لشعبك فبادلك شعبك وفاء، وكنت وفيا لدم الشهداء ولجرحى الأمة وعنوانك الوفاء والأخلاق والعروبة.

 

الرئيس الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد يلتقيان طلاب وطالبات مدرسة دار الأمان لأبناء الشهداء بطرطوس

 

ومن اللاذقية إلى طرطوس حيث التقى السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد طلاب وطالبات مدرسة دار الأمان لأبناء الشهداء في مدينة طرطوس، وشاركوهم احتفالية عيد المولد النبوي الشريف.

وقال الرئيس الأسد في حديث لطلاب وكوادر مدرسة دار الأمان لأبناء الشهداء: نحن سعداء جداً بزيارتنا اليوم ونعرف أننا تأخرنا فيها كثيراً.. أكثر من سنة تقريباً أو سنتين.. منذ افتتاح الدار والسيد مدير الأوقاف والسيدة المديرة وكل من التقينا بهم بدار الأمان يقولون لنا دائماً إن الطلاب يريدون لقاءكم.. ونحن أيضاً نريد لقاءكم.

وأضاف السيد الرئيس: اهتمامنا بكم لعدة أسباب، لكن السبب الأول أن عائلات الشهداء هي بالنسبة لنا أولوية، ليس لأن الشهيد فقط هو إنسان شجاع ذهب إلى المعركة وقاتل ودافع عن بلده واستشهد، ولكن لأن آباءكم يحملون قيماً.. هم دافعوا عنها.. فلا أحد يستشهد ويكون شجاعاً فقط لأنه ذاهب إلى الموت، لا أبداً.. هو ذهب لأنه يؤمن بقيمة معينة،

وآباؤكم آمنوا بجد بقيم كثيرة، أول قيمة يجب أن نفكر فيها هي قيمة الإيمان، هم لو لم يؤمنوا بربهم وبلدهم وشعبهم ولم يؤمنوا بقضيتهم ولم يؤمنوا بكثير من الأشياء، لما كان من الممكن أن يذهبوا ويدافعوا عن بلدهم ويقدموا حياتهم، هناك كثير من الناس اليوم البلد بالنسبة لهم ليس إيماناً، وإنما هو مكان للإقامة يسكنونه مثل أي مكان آخر، وهناك أناس آخرون بالنسبة لهم الوطن هو حسب ما يأتيهم من أموال، فإذا لم تأت الأموال فالبلد لا يهمه، هم دافعوا عن قيمة الصدق مقابل الكذب الكثير الذي نراه في هذه المرحلة التي نعيشها، هم كانوا صادقين يملكون القيم المهمة التي دافعوا عنها، هم دافعوا عن الحق مقابل أن العالم اليوم كله يعيش حياة باطل، الباطل هو الذي يربح بوجه منه في أماكن كثيرة من العالم، هم رفضوا هذا الشيء وأحبوا أن يدافعوا عن الحق.. دافعوا عن قيمة المعرفة والعلم في وجه الجهلة الذين كانوا يحاربوننا، وهذا الشيء يعنيكم لأن التفوق هو القيمة التي سيحملها الواحد منكم في مقابل الجهل .. لا يمكن أن نحارب الجهل بالجهل، نحارب الجهل بالعلم والتفوق،

لكن الذي أريد قوله إنه عندما رسم أهلكم هذه الصورة الجميلة للبلد لم يكونوا قادرين على رسمها لو لم يحملوا كل هذه القيم، وإذا أردنا أن تستمر وتبقى بذاكرة الناس يجب عليكم أنتم كأبناء وكبنات أن تحملوا نفس هذه القيم، وبالتالي عندما تتخرجون بعد سنوات وتنهون الدراسة الثانوية وتصبحون في الجامعة وتمر السنوات بشكل عاجل وتذهبون إلى العمل، من الآن يجب أن تفكروا ما هي الأهداف الكبيرة العظيمة التي ستحملونها… لأن آباءكم عندما استشهدوا حملوا قيماً عظيمة، لو لم يحملوها ولم يضعوا أمامهم أهدافاً عظيمة ما كان يمكن أن يقدموا حياتهم.

آباؤكم حملوا قيمة الشغف وكانت كل الأهداف التي يحاولون الوصول إليها مبنية على فكرة الشغف، فأنتم يجب أن تفكروا بنفس الطريقة، احملوا فكرة التطوير، كيف تريدون أن تتطوروا كطلاب، من الآن يجب أن تبدؤوا التفكير، عندما نكبر ماذا نعمل لبلدنا… كل واحد فيكم يمثل أباه، طبعاً بالإضافة لدور الأم الذي نقدسه جميعاً أيضاً،

لذلك نحن نتمنى خلال سنوات قليلة أن تدخلوا الحياة العملية ونعود ونلتقي بكم وتكونوا في ذلك الوقت قد وضعتم الأهداف الكبيرة والعظيمة التي تريدونها، وأصبحتم أنتم الذين تمثلون صورة آبائكم الأبطال بالنسبة لنا كسوريين، لأن هناك أجيالاً قادمة لا تعرف آباءكم ولكنها ستعرفهم من خلالكم، سيقولون: انظروا كيف يتصرفون وكيف يقدمون أفكاراً حلوة.. كيف يحبون بلدهم.. كيف يفكرون بغيرهم قبل أن يفكروا بأنفسهم، يفكرون بالمصلحة العامة قبل أن يفكروا بمصلحتهم الخاصة، هذه الأشياء عندما نعملها في الكبر نكون وقتها حفرنا بذاكرة الوطن مكاناً لآبائنا، والشيء الأخير الذي أختم فيه أن أكثر شيء يفرح آباءكم هو أن تكونوا متفوقين، هذا رقم واحد كقيمة والباقي يأتي بعدها، نتمنى لكم كل التوفيق ونشكر الكادر المهم الذي جزء منه أيضاً من عائلات الشهداء.. سلموا على أمهاتكم كثيراً، وطبعاً لا ننسى دور الجدة والجد في التربية لأنهم ربوا آباءكم وجعلوهم أبطالاً، سلموا عليهم أيضاً.

( المصدر : سانا )