جديد 4E

ما حقيقة الوساطة العربية لإحداث تقارب سوري غربي؟

 

السلطة الرابعة – متابعات :

بعد عودة سوريا الى جامعة الدول العربية وحضور الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة جدة السعودية، على خلفية “التفاهمات العربية” مع دمشق التي جرت مؤخراً سواء في الرياض أو العاصمة الأردنية عمان، بشأن عودتها إلى الجامعة، ومتطلبات ذلك عربياً وسورياً وأبرزها مسألة عودة اللاجئين وغيرها من الملفات الساخنة، برزت على الساحات السياسية العديد من المصادر التي تشير إلى وجود تفاهم “عربي غربي أمريكي” على هذه الخطوات، إضافة الى وجود تفاهم على بحث مسألة عودة العلاقات بين سوريا والغرب بوساطة عربية.

مصادر: المجموعة العربية تسعى لإقناع الاتحاد الأوروبي

وما يعزز هذه الأفكار خصوصا عن وجود مساع سعودية أردنية لإعادة بعضٍ من العلاقات السورية الغربية ولو بالحد الأدنى، تصريح المبعوث الأممي الخاص بسوريا غير بيدرسون بشأن امكانية عقد اجتماع موسكو الرباعي واجتماع عمان بشأن الوضع في سوريا.

وتأتي تصريحات بيدرسون في الوقت الذي تتجه فيه المجموعة العربية في الجامعة العربية للاجتماع مع المجموعة الأوروبية، من أجل إطلاع الغرب على الخطوات العربية حيال دمشق، وإمكانية تخفيف العقوبات على سوريا، في وقت يعاني فيه الشعب السوري من ويلات هذه العقوبات.

ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن المجموعة العربية تعمل على إقناع الاتحاد الأوروبي بالانفتاح على دمشق، إلا أن الأمر يحتاج إلى انتهاج سياسة “خطوة خطوة” وفق ما تم الاتفاق عليه في “قمة جدة”.

السعودية تسعى لوساطة بين دمشق والغرب

صحيفة الأخبار اللبنانية قالت في سياق تقرير لها إن السعودية تسعى للعب دور وساطة بين دمشق والغرب، وهو ما تدلل عليه تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بأن بلاده تتواصل مع الشركاء الغربيين لتبديد مخاوفهم.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الأمم المتحدة قوله، إن المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون “تناول خلال اتصالاته مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن، تحريك المسار السياسي، كجزء من مبادرة خطوة مقابل خطوة، وأول ذلك كان استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية”.

وأضاف: أن الأمم المتحدة تسعى لكي تكون جزءا فاعلا من المسار العربي، وألا تكرر تجربة مسار أستانا التي كانت شبه غائبة عنها، وأحياناً غير مرحّب بها.

وبهذا الصدد أشارت الصحيفة اللبنانية إلى قبول دمشق، طلب الأمم المتحدة، تمديد عبور المساعدات الإنسانية، خلال معبرين إضافيين في الشمال السوري، لمدة شهرين آخرين، وهو ما قالت إن مراقبين وصفوه بـ “الرسالة الإيجابية” من سوريا تجاه المؤسسات الدولية.

وأشارت الصحيفة الى أن ملف “عودة اللاجئين” يبرز كأولوية قصوى، لكنه أكثر تعقيدا وصعوبة، في ظل أن العودة الآمنة، تتطلب تهيئة ظروف الأمن والسلامة، وهو ما يقتضي خطوات ملموسة من دمشق، وأيضا تدفق مشاريع عربية على مستويي التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وهذا ما يستدعي خطوات من الغرب عبر تسهيلات وتطمينات للشركات بأنها لن تتعرض لعقوبات”.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن هذه هي الملفات الرئيسية التي يجري التباحث بها حول الكواليس، ضمن مبدأ “خطوة مقابل خطوة” فضلا عن طرح فكرة استئناف عمل اللجنة الدستورية، كبادرة حسن نية من مختلف الأطراف، وتفعيل المسار برعاية الأمم المتحدة.

الموقف الأمريكي لم يعد متشددا

وفي سياق التمهيد للتقارب السوري الغربي رأى سياسيون دوليون أن الموقف الأميركي تجاه سوريا أصبح أقل تشدداً، مشيرين الى تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في “بإن الإدارة الأميركية لا تشجع أحداً على التطبيع مع سوريا، بغياب الحل السياسي”، معتبرين أنه لم يعد هناك “تحذيرات أميركية” من التعامل مع سوريا، وأصبح الأمر يقتصر على عدم التشجيع على فعل ذلك.

المصادر السياسية الدولية ترى أن الولايات المتحدة بدأت أيضاً تراجع سياساتها بشأن سوريا، فموقفها الخاطئ تجاه دمشق شجّع روسيا على التدخل في سوريا، وبناء قاعدة روسية في المتوسط، كما زاد في تعاظم الدور الروسي على مستوى العالم.

ولعل إمكانية فتح ثغرة في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة برزت من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخراً بالقول: إن الولايات المتحدة منخرطة حاليا في اتصالات مع سوريا لإطلاق سراح الصحفي أوستن تايس، بعد أن وصفت والدة تايس ديبرا وزارة الخارجية بأنها “معادية لسوريا بشدة، ومعارضة للتواصل معها”.

وقال بلينكن، في حديث مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: “نحن منخرطون في اتصالات على نطاق واسع فيما يتعلق بأوستن، ونعمل مع سوريا، ونتشارك مع دول ثالثة، ونسعى لإيجاد طريقة لإعادته إلى الوطن، ولن نتراجع حتى نحقق ذلك”.

ولم ينف البيت الأبيض صحة المعلومات بل أكدها وعلّق عليها قائلاً: أنّ مفاوضات تجري بين واشنطن سوريا في سلطنة عُمان بشأن الصحفي الأميركي أوستن تايس.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير ” إنّ “واشنطن لا تؤكّد أي اجتماعات في الماضي أو الحاضر مع سوريا في إطار حوار مباشر حول مصير الصحفي المفقود أوستن تايس منذ العام 2012” مضيفةً: “كما تعلمون، فإن الاجتماعات العامة والمفاوضات لتأمين الإفراج عن الأميركيين المحتجزين بشكل غير قانوني هي قضية حسّاسة جداً”.

وتابعت: “لا نستطيع تأكيد أي مناقشات محدّدة في الماضي أو في الوقت الحاضر”، كما كرّرت قائلةً: “هذه قضايا حساسة.. ليس لدي ما أبلغ عنه بشأن حالة قضية أوستن”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال في آب من العام الماضي إنّه “يعوّل على تعاون السلطات السوريّة في إعادة الصحفي أوستن تايس إلى الولايات المتحدة.

ودخل أوستن تايس سوريا بطريقة غير شرعية واختفى في مناطق انتشار الفصائل المسلحة بريف دمشق منذ نحو عشرة أعوام.

سونا نيوز