زيارة نوعية للمقداد إلى العراق التقى خلالها حسين وزيدان ورشيد والحلبوسي .. والسوداني الذي تلقى دعوة من الرئيس الأسد لزيارة دمشق
السلطة الرابعة – متابعات :
جولة مباحثات هامة وشاملة أجراها وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد مع القيادة العراقية الشقيقة أثناء زيارته للعراق في الرابع من حزيران، حيث التقى المقداد رئيس الجمهورية العراقية ( عبد اللطيف جمال رشيد ) ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، ورئيس الوزراء ( محمد شياع السوداني ) كما التقى رئيس مجلس القضاء الاعلى ( فائق زيدان ) والتقى بطبيعة الحال مع وزير الخارجية العراقي ( فؤاد حسين ) وأجرى معه محادثات من جوانب مختلفة.
تشاور وتنسيق بين البلدين
وفي التفاصيل فقد أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أهمية التشاور والتنسيق بين العراق وسورية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات يخدم المصالح الثنائية والشعبين الشقيقين.
وقالت وكالة سانا بأن ذلك جاء خلال استقبال الرئيس رشيد في قصر بغداد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد الذي نقل تحيات السيد الرئيس بشار الأسد للرئيس رشيد وللشعب العراقي.
وشدد الرئيس العراقي خلال اللقاء على عمق العلاقات القائمة بين العراق وسورية، وضرورة تعزيزها وتوثيقها في مختلف المجالات، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين والتشاور والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس رشيد إلى أهمية التعاون بين البلدين من أجل ملاحقة فلول الإرهاب، وضبط الحدود بما يرسخ الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أن العراق كان يؤكد على الدوام أهمية تطوير العلاقات مع سورية إدراكاً منه لأهمية ذلك على صعيد المنطقة.
وأكد الرئيس رشيد وقوف الشعب العراقي إلى جانب الشعب السوري الشقيق خلال كارثة الزلزال ودعمه بكل ما يمكن، ما يعكس الترابط الأخوي بين الشعبين.
من جانبه ثمّن الوزير المقداد مواقف العراق المشرّفة إزاء سورية ودوره الدبلوماسي اللافت من أجل استئناف مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، مشيراً إلى تطلّع سورية لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب، وتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري.
كما شرح الوزير المقداد الآثار الكارثية للعقوبات المفروضة على الشعب السوري.
وأعرب الوزير المقداد عن سعادته للتطورات المهمة في العراق على الصعيد السياسي والتنموي والأمني، والتي انعكست إيجابا على المستويين الإقليمي والدولي، مثمناً دور العراق الإيجابي والواضح في مساعدة سورية، وخصوصاً خلال فترة كارثة الزلزال.
رئيس الوزراء العراقي يتلقى دعوة رسمية لزيارة دمشق
من جانب آخر بحث رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وقالت وكالة سانا أن السوداني أكد خلال اللقاء ترابط الأمن الوطني العراقي بأمن سورية، والاستعداد التام لمساعدة الشعب السوري في تجاوز الأزمة، مشدداً على موقف العراق الداعم لوحدة الأراضي السورية وسيادتها.
وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن استعداد بلاده للتعاون مع سورية في المجالات الثقافية والاقتصادية، وتسهيل المبادلات التجارية بين البلدين.
بدوره نقل الوزير المقداد لرئيس الوزراء العراقي تحيات السيد الرئيس بشار الأسد، معرباً عن تقدير سورية للموقف العراقي الداعم لها خلال فترة الأزمة، وأيضاً في مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال الذي أصابها.
كما أكد الوزير المقداد دعم سورية للجهود العراقية ودورها المحوري في المنطقة لتوطيد العلاقة بين الأشقاء العرب، معرباً عن الرغبة في العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب.
من جهتها وكالة الأنباء العراقية ذكرت أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تلقى دعوة رسمية من الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة دمشق.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان إن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل وزير خارجية الجمهورية العربية السورية فيصل المقداد”، لافتا الى أن “اللقاء شهد التباحث في مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها”.
وأضاف البيان أن “الوزير السوري نقل إلى السوداني تحيات الرئيس السوري بشار الأسد، كما نقل دعوته للسوداني لزيارة دمشق من أجل البحث في مزيد من آفاق التعاون الثنائي وتنسيق العمل المشترك، نحو ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
من جانبه، أعرب المقداد عن “دعم بلاده خطوات العراق، ودوره المحوري في المنطقة، وجهوده لتوطيد العلاقة بين الأشقاء العرب وبين دول المنطقة”، مؤكداً “الرغبة في العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة، وتبادل المعلومات في ما يتعلق بمكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب، ورعاية ملف اللاجئين”.
وأعرب عن “تقدير حكومة بلاده لمواقف العراق الداعمة لسوريا في مواجهة الأزمات، وفي استضافته عدداً كبيراً من المواطنين السوريين”.
زيدان والمقداد يؤكدان على عمق العلاقات بين العراق وسوريا وتعزيزها بمختلف المجالات
كما التقى وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد مع رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، ونقلت وكالة الأنباء العراقية أن رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أكدا على عمق العلاقات بين العراق وسوريا وتعزيزها بمختلف المجالات.
وقال مجلس القضاء في بيان ان “رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان استقبل اليوم، وزير خارجية الجمهورية العربية السورية فيصل المقداد والوفد المرافق له، وبحث معه استكمال النقاشات التي اجراها رئيس المجلس خلال زيارته الاخيرة إلى سوريا”.
وأضاف ان “الجانبين أكدا على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين واهمية تعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات”.
تعاون عراقي سوري لمحاربة تجارة المخدرات
من جهة أخرى قالت وكالة الأنباء العراقية ( واع ) أن وزير الخارجية فؤاد حسين، أعلن يوم الأحد ( 4 حزيران ) عن التنسيق والتعاون مع سوريا لمحاربة تجارة المخدرات، فيما أكد وزير الخارجية السوري فصيل المقداد أن العلاقات مع العراق استراتيجية في مختلف المجالات.
وقال حسين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري وحضره مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع): إن “هناك تنسيقاً وتعاوناً مشتركين مع الجانب السوري في محاربة تجار المخدرات، ومن المؤمل العمل مع الدول المحيطة ايضا بهذا الشأن”.
وبين حسين، أن “موقف العراق ثابت في دعم الشعب السوري، فضلاً عن عمق العلاقات المشتركة بين البلدين”.
وأضاف وزير الخارجية، أنه “ستكون هناك مباحثات مستمرة في الإطار الخماسي بشأن الوضع في سوريا”، مشيرا إلى، أن “الوضع الإنساني في سوريا صعب جدا ونحتاج إلى حراك إقليمي ودولي بشأن الوضع السوري”.
وذكر “سنتحرك في المرحلة المقبلة لإيصال المساعدات الإنسانية الى سوريا”.
وأضافت ( واع ) : من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن “علاقتنا مع العراق استراتيجية في مختلف المجالات ونبذل كل الجهود لتعزيز أواصر العمل مع العراق”، مبيناً، أن “بغداد ودمشق تقفان موقفاً موحداً بوجه التحديات الراهنة”.
وشدد على “العمل لمحاربة الإرهاب والقضاء على خطر المخدرات”، مقدما الشكر “للعراق بكل ما قدمه من مساعدات ودعم لسوريا”.
وذكر ان “العراق وسوريا قادرين على التنسيق لمواجهة الإرهاب”، لافتا الى أن “هناك تقدماً في المباحثات مع العراق ونعمل على تعزيز سيادة البلدين، حيث إن المحادثات مع الجانب العراقي كانت بناءة”.
المقداد: نتطلع لأفضل العلاقات مع العراق لمواجهة التحديات المشتركة..
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية ( سانا ) ذكرت أن وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد بحث مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد سبل تعميق العلاقات بين البلدين والارتقاء بها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، وأكدا الحرص على تعزيز التنسيق الثنائي في المحافل العربية والإقليمية والدولية حيال جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مع حسين عقب مباحثاتهما: “أنا في بلدي وأشعر بالاعتزاز لزيارة بغداد عمق التاريخ والحضارة، وعندما نزورها فإن هذا يعطينا دائماً دافعاً لبذل كل الجهود من أجل الاستمرار بتعزيز أواصر العمل، فموقف سورية والعراق واحد بمواجهة التحديات المشتركة، وعندما يكون هناك تواصل دائم بين قيادتي البلدين، وتتوحد إرادة شعبيهما يمكن مواجهة جميع المخاطر”، معرباً عن الشكر للعراق للمساعدات التي قدمها لسورية عقب كارثة الزلزال.
وأضاف المقداد: ناقشنا الأوضاع والعلاقات الثنائية، واتفقنا على مواصلة التعاون لتطويرها في جميع المجالات وتعزيز التنسيق في الجانب الاقتصادي، ونتطلع لأفضل العلاقات بين بلدينا، وهذه هي توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد لتكون هذه العلاقات استراتيجية وبناءة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وتابع المقداد: سنلتقي قريباً في اجتماع هيئة المتابعة العربية في القاهرة، لكي يكون هناك خط عربي في إطار دعم سورية وإنهاء التحديات التي تواجهها، وخاصة تلك الناجمة عن وجود التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب وفي الشمال الشرقي، وإنهاء الاحتلال الأمريكي لبعض الأراضي السورية، مشيراً إلى أن سورية تريد حل هذه المشاكل بما يحفظ سيادتها وسيادة العراق، فما يؤذي سورية يؤذي العراق، والعكس صحيح.
وشدد المقداد على ضرورة عمل البلدين سوياً لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وعلى خطر المخدرات، وتنسيق الجهود لتجاوز آثار الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية التي لا هدف لها إلا تجويع الشعوب، وهي عقوبات غير أخلاقية، مبيناً أن الشعب العراقي الذي تعرض للعقوبات يعرف أن من يتأثر بها هو الشعب، وليست الحكومات، لذلك يجب المضي معا لإقناع الآخرين بأن هذا الأسلوب المناسب الذي يجب أن يحكم العلاقات بين الدول، ويجب رفع هذه الإجراءات عن سورية لأنها فاقمت معاناة شعبها.
وبشأن عودة سورية إلى الجامعة العربية أكد المقداد أن سورية كانت دائماً قلب العروبة، ووجودها في إطار عمل المؤسسات العربية سيعزز ثقل هذا العمل ويعطي أملاً متجدداً للشعوب العربية بأننا عندما نعمل كدول بيد واحدة من أجل مواجهة ما نتعرض له فإن قوتنا ستزداد على الصعيد الدولي لمواجهة التحديات الخارجية وعلى الصعيد الداخلي لتلبية متطلبات بلداننا الاقتصادية والثقافية والعلمية، معربا عن ارتياح سورية للعلاقات المتميزة مع العراق والتي تسهم في تعزيز العلاقات العربية العربية.
وبخصوص الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية والسورية قال المقداد: ندين هذه الاعتداءات، ونطالب بوقفها وبوقف الدعم الذي يقدم للتنظيمات الإرهابية في بعض المناطق في سورية، وخاصة لـ “جبهة النصرة” و”داعش”، مشيراً إلى أن سورية والعراق مستمرتان بالتنسيق فيما بينهما لمواجهة هذه التحديات.
حسين: موقفنا ثابت بدعم سورية والوقوف إلى جانبها
من جهته شدد وزير الخارجية العراقي على أن العلاقات العراقية السورية تاريخية وعميقة، وموقف بلاده ثابت بدعم سورية والوقوف إلى جانبها، مبيناً أن العلاقات المجتمعية بين شعبي البلدين مستمرة لأن هناك على طرفي الحدود عائلات وقبائل مشتركة، وهي جزء من العلاقات بين الدولتين.
وقال حسين: إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، تباحثنا في كيفية العمل المشترك لمحاربة تجارة المخدرات لكون العراق ممرا لها، ومن المهم العمل مع الدول المحيطة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمعين العراقي والسوري.
وأشار حسين إلى أن الوضع الإنساني في سورية صعب ويحتاج إلى تحرك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي لمعالجته، وإلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتأمين ظروف عودة اللاجئين إلى وطنهم، وستكون لدينا مباحثات مستمرة مع سورية والأشقاء العرب في مجموعة الاتصال لكيفية التعامل مع هذا الوضع.
وأعرب حسين عن ترحيب العراق بعودة سورية إلى الجامعة العربية والتي ستزيد فعالية العمل الثنائي والجماعي العربي، لافتا إلى أن العلاقات المتميزة بين سورية والعراق يمكن أن تشكل مثالاً للعلاقات بين الدول العربية، والعراق سيدفع بهذا الاتجاه بالتعاون مع الدول الأخرى، وخاصة في مجموعة الاتصال.
الحلبوسي يؤكد دعم العراق لعودة سوريا إلى محيطها العربي
من جانب آخر أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، يوم الأحد ( 4 حزيران ) دعم العراق لعودة سوريا إلى محيطها العربي.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، استقبل وزير خارجية الجمهورية العربية السورية فيصل المقداد”، لافتا إلى أن “اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والعمل على تعزيز آفاق التعاون الثنائي، وتنسيق العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في سوريا، وعودة النازحين والمهجرين من أبناء الشعب السوري الشقيق إلى بلدهم”.
وأكد الحلبوسي، خلال اللقاء، “موقفَ العراق الثابت تجاه سوريا الشقيقة سواء على المستوى الرسمي أم الشعبي، ودعمه لعودة سوريا إلى محيطها العربي وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية”.
ونقل الوزير السوري إلى رئيس مجلس النواب تحيات الرئيس السوري بشار الأسد، مشيداً بـ”الجهود التي بُذلت من الحلبوسي خلال رئاسته اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في بغداد والخطوات التي أسهمت في إعادة سوريا إلى محيطها العربي”، معرباً عن “تقدير حكومة بلاده لمواقف العراق الداعمة لسوريا في مواجهة الأزمات”.