جديد 4E

عجز مرعب في الموارد العلفية ونتجه لاستيراد مزيد من الابقار

 

* المهندس عبد الرحمن قرنفلة:

تدهور في الانتاج كما ونوعا …اعتلال صحي…انخفاض كفاءة الاخصاب…تراجع في معدلات النمو….وأعراض باقية تنجم عن عدم حصول الحيوانات الحلوب على مقنناتها العلفية كاملة…والنتيجة ارتفاع تكاليف الانتاج وانخفاض معدل العائد على الاستثمار…. وبالنهاية المستهلك يدفع الثمن مضاعفا…

** الابقار الحلوب هي الام المرضعة الثانية للإنسان ولن اخوض هنا في الاهمية الاقتصادية لقطاع الابقار الحلوب ولا بمساهمته في تحقيق الامن الغذائي للبلاد ولا في قدرته على توليد فرص عمل للسكان وتحريك عجلة الاقتصاد لارتباطه ارتباطا وثيقا بعدد كبير من قطاعات الاعمال التجارية والزراعية والصناعية ..فهذه امور واضحة المعالم للجميع ..

انما اود الاشارة بداية ان الابقار الحلوب المستوردة هي ناتج عمليات تحسين وراثي استمر عقودا طويلا وترافق هذا التحسين بتطوير عمليات تغذية الابقار وتحديد احتياجاتها من العناصر الغذائية بدقة من خلال تجارب الهضم التي تنفذ على الحيوان بما يسمح للتغذية بمواكبة التحسن في الانتاج المحقق عن التحسين الوراثي وكذلك ترافق بتطوير مفاهيم رعاية واسكان الابقار وسبل الحفاظ على صحتها ومكافحة امراضها…. حتى وصل متوسط انتاج البقرة من الحليب الى ٩ طن بالموسم بينما متوسط انتاج البقرة لدينا لا يتعدى ٤ طن في أحسن الحالات أي أننا أمام انخفاض يتجاوز الـ٥٠% وهذا بطبيعة الحال يضاعف تكاليف الإنتاج.

اذا المسألة ليست بالبساطة التي يعتقدها البعض فحتى تكون تربية البقرة ذات مردود اقتصادي يجب منحها استحقاقها الفعلي من الغذاء ووفق الطرق الفنية وكذلك تأمين احتياجاتها من الرعاية ومتطلبات اسكانها وتوفير الشروط الصحية لوقايتها من الأمراض.

ولو أمعنا النظر في واقع تربية الابقار لدينا لوجدنا اننا نفتقد لجميع تلك العوامل في ٧٠% من الحالات على الأقل، فالأبقار لدينا نادرا ما تحصل على مقننها الغذائي كاملا ولو حصلت عليه فدون دراية بالأصول الفنية لإطعام الابقار مما يرفع نسبة الهدر ويوسع دائرة الاصابة بالأمراض الهضمية وهي حالات شاهدتها في كثير من حقول مربي الابقار الحلوب في بلدنا  …

* عجز المواد العلفية ٤.٥ مليون طن:

يبلغ عجز الموارد العلفية المحلية ( الفارق بين  الاحتياجات الفعلية لقطيع الثروة الحيوانية وبين المتاح من الاعلاف محليا ) هذا العجز  يتجاوز ال ٤.٥ مليون طن من المادة الجافة ..اضافة الى افتقار العاملين في قطاع تربية الحيوان الى المبادئ الفنية في رعاية وادارة قطعان ومزارع الحيوان ونقص معارفهم في مجال رعايته وشروط ضمان صحته…هذا في ظل تواضع جهود الفنيين في الوحدات الارشادية وحاجة الكثير منهم للتأهيل والتدريب.

*قبل استيرادها وفروا علفها:

لذلك يبدو من المنطق ان تعمل الجهات الحكومية والمنظمات الشعبية المعنية على وضع الخطط التنفيذية لتأمين مصادر علفية مستمرة تغطي الاحتياجات الفعلية للأبقار المقرر استيرادها..

*استثمروا المخلفات الزراعية:

يتوفر في سورية حجم ضخم من مخلفات المحاصيل الزراعية ومخلفات التصنيع الزراعي التي يستخدم جزء منها في تغذية الحيوان استخداما غير نافع تغذويا واقتصاديا ويهدر الجزء الاعظم بالحرق ( الاتبان ومخلفات الذرة وعيدان القطن ) او يترك ليشكل ملوثا للبيئة (مخلفات عصير العنب …وصناعة المربيات) في حين تسمح تكنولوجيا الاعلاف بتحسين القيمة الغذائية لتلك المخلفات بالطرق الميكانيكية ( فرم وتقطيع ) والكيميائية ( اضافة المولاس والمعادن والفيتامينات والمعاملة باليوريا ) ومزجها مع نسبة من الاعلاف المركزة ( شعير.. كسبة قطن.. نخالة….) لتشكيل خلطات علفية متكاملة تغلق الجزء الاعظم من الفجوة العلفية في البلاد.