جديد 4E

«طرطيرةُ» اليوم..!!

 

وصال سلوم :

لم تكن «المالتي ميديا» قائمةً أيام تلك الإعلانات التسويقيّة، يومَ كان التاجر والعميل على بعد خطواتٍ مباشرة، ووجهاً لوجه مع المنتج من دون وساطة، ولا حتى «كركتر» إعلاني أو سمسار ودلال لنيل الربح الأخير والمكسب المادي.

واليومَ مثل أيام زمان يمكن أن تعلن عن بضاعتك، وجهاً لوجه مع شريحة جاهزة لقبول أو رفض المنتج، أياً يكن.. تماماً كما كان يفعل بائع الأغراض العتيقة والخبز اليابس في حارته والحارات المجاورة.. والفرق بينهما، أن بائع الخبز اليابس كان معه (طرطيرة)، بينما (طرطيرة) بياعي اليوم، هي صفحات «الإنستا والفيسبوك والتلغرام».

والشاطر من يحسن استثمار حضوره الافتراضي وشد انتباه أكبر عدد من المتابعين لفساتين سهرة وبيجامات ومطاعم وبيوت للبيع والإيجار.. كل ما يلزمك نباهة التجار واستثمار الشير والبوست الصحيح للوصول لأكبر عدد من الأصدقاء (العملاء)، ويمكن أيضاً اختصار طريق النجاح بحظوظ صفحة (بياع أحذية) على الفيسبوك قام بنسف ألف باء الإعلان والتسويق وعلوم الاقتصاد، وأهمل فعل الديكور وتكاليف مبرمج وحجز منصات تنشر له إعلانه بأجر مقبول، واكتفى بتصميم لافت لاسمه التجاري فقط ، بينما الترويج كان مجانياً على طريقة النباتات الطفيلية غير القادرة على فعل التغذية الذاتية من دون عائل أو وسيط فطري يضمن لها عناصر كربونية، وبائع الأحذية هذا، ضمن عناصر تغذيته من التطفّل على صفحات الآخرين، ويا من تراه حاضراً في كل تعليق، على صفحة النشرة الجوية، أو فيديو لشيرين عبد الوهاب وزوجها حسام، وإعلانات الغير التي تبيع وتشتري البيوت والمحال التجارية، ولا تستغرب أبداً، إن وجدت اسمهم التجاري، على آخر النشرات الإخبارية عن أزمة مصر وأثيوبيا في المياه.

بعقل التاجر استطاع الوصول إلى أكبر شريحة من العملاء على الرغم من أن منتجه لم يكن سوى موديل واحد (لشحاحيط) نسائية وكم (شحاطة) للأطفال، لكنه حقق النجاح بترويج طفيلي مشروع، في زمن لم يعد فيه مكانٌ للكسول وشحاذي «اللايكات» والحضور الخلبي من دون مخرجات ونتائج تليق بالعالم الافتراضي (طرطيرة) اليوم.

صحيفة تشرين – قوس قزح