جديد 4E

طولوا بالكم.. ما خلصت..!

 

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

ما من مرة أفتح فيها صفحتي على الفيسبوك إلا ويبادرني “جنابه” بسؤاله التجسسي المريب(بمَ تفكر) وكأنه يريد أن يتغلغل إلى أعماق نفسي ليعرف حقائق أخفيها عن الآخرين كي يوظفها في خدمة إحصائياته المريبة إرضاء لجماعة “توكل كرمان” و”مارك زوكربيرغ”، ولهذا السبب سأخذلك يا جناب الفيسبوك، ولن أقول لك بأني دائم التفكير بأحوال البشرية ومصيرها المجهول …وأن قلبي يتفطر حزناً وألماً على الدببة القطبية والنمور الافريقية وهي على وشك الانقراض، وعلى القطط والكلاب المشردة في شوارعنا وحاراتنا الشعبية….!

ولن أصارحك بأني مشغول بالتغيرات المناخية وثقب الأوزون.. وأني قلق جداً – أكثر من بان كي مون – من عدم إثبات وجود إمكانية للحياة على كواكب أخرى، ولا سيما وأن الحياة صارت شبه مستحيلة على كوكبنا الجميل، وأن حياة الناس باتت مهددة بالجوع والفقر والأوبئة…. فمن غير اللائق أن تعلم أني مشغول بربطة الخبز اليومية وكيفية الحصول عليها من أفران الحارة، وكيف أستطيع الصمود في مواجهة هذه الأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية …!

فمن المعيب والمخجل أن تعلم كيف أنتظر بلهفة رسائل الغاز والبنزين والمازوت، وأشعر بفرح عارم عندما أقرأ على جوالي مثل هذه الرسائل، فبالتأكيد لا يعنيك أن تعلم بأني شديد السخط على الهيئة الناظمة للاتصالات التي رفعت أسعار خدماتها، وإنني “عاتب” على وزارة التنمية الادارية وعلى “حوافزها” التي لم تصدر بعد، وعلى محافظة دمشق التي أزالت بسطات الفقراء وإشغالاتهم عن الأرصفة دون أن تجد لهم مكانا آخر يعتاشون منه..!

ولا أعتقد أنه يعنيك ارتفاع سعر صرف الدولار ولا تحليق أسعار الذهب، أو يهمك إن كان معاش الموظف في بلادنا عاجز عن شراء فروج أو حذاء أو علبة حليب أطفال..!

وقد لا تستفيد شيئاً إذا علمت بأنني أنتظر سماع نشرة “أخبار السادسة” لأعرف إلى أين وصلت قافلة التسويات والمصالحات، وكم من المليارات ستكلف ساحة السبع بحرات ونفق المواساة وأرصفة العاصمة، وكم من السنوات سيبقى ضحايا الزلزال بلا سكن أو مأوى، وإلى أين تذهب المساعدات ومن يستفيد منها…!

فأنا يا سعادة الفيسبوك متشوق جداً إلى من يشد أزري ويدعوني للمزيد من الصبر والصمود وشد الأحزمة، لأستطيع البقاء متفائلا طوال الوقت وأنا أقول لمن حولي: طولوا بالكم خلصت…!