كتَبَ الدكتور خلف الجراد :
أسعد الله أوقاتكم:
– كم أشفق على من يفاخر بلقب زائف منحته إياه جهة أو مؤسسة أو هيئة موجودة على “الانترنت”فقط ،ويتحف الناس بصورة هذه السخافة و”الشهادة العظيمة ” أو اللقب المدوّي الذي ناله من تلك الهيئة “الخلّبية” المضحكة!!
ورحم الله من عرف قدره ومقامه الفكري ومستوى تحصيله العلمي ،ونبذ مجمل هذه الأكاذيب والتفاهات وابتعد عن كل ما يسيء لشخصه ويحطّ من احترامه في أعين الناس ،والأهم في عينيه ذاته .
– وكل ذلك”كوم”(كما يقال شعبياً) ،وقصص الشهادات العالية والألقاب المترتبة عليها.. وعلى رأسها”الماجستير”أو “الدكتوراة”أو هما معاً.. “كوم آخر”؛فكثيرون كثيرون في هذا البلد وفي غيره من الدول العربية والدول المتخلفة (من البلدان المصنفة بمعايير كثيرة أنها من “العالم الثالث”) ابتاعوا (حرْفياً)نعم ابتاعوا أو “اشتروا”(كما نقول عاميّاً)هذه الشهادات الزائفة و الألقاب المترتبة عليها بالتالي .. ببضعة مئات من الدولارات أو عدة آلاف من الدولارات مباشرة أو عبر وسطاء أو منصات معينة .. ودونما التزام بوجود فعلي بحثي أكاديمي في تللك البلدان.. في حين أن الجامعات الحقيقية والمعاهد العالية المعترف بها دولياً ترفض قطعياً هذه الألاعيب والأساليب وتمتنع عن تصديق أية وثائق رسمية صادرة باسمها متداولة في أي مكان بالعالم. وبدلاً من الالتزام بشرط الدوام الأساسي في مقر الجامعة الرئيس او فروعها الرسمية ولعدة سنوات كمعيدين وباحثين وغيرهم (كما يحصل عادة)،اكتفت تلك الهيئات والمؤسسات والكليات البائعة بكتابة أطروحات ورسائل جامعية لهؤلاء المشترين من بُعد . وهكذا أصبح هؤلاء السادة بغفلة من الزمن”باحثين” و” مفكرين “و”دكاترة ” بعدد مآسي هذه الشعوب والبلاوي التي تعصف بها من كل الأشكال والأنواع والألوان .
وهناك من ينزعج أو “يزعل”من هذه الفئة إن نسينا أن نخاطبهم بألقابهم الزائفة التي تحصلوا عليها بالفلوس والفلوس وحدها ،ودونما تحقيق لأي شرط أكاديمي أساسي من شروط هذه الشهادات أو الألقاب.
وتقولون لنا :لماذا نبقى في ذيل الأمم ..مع أن لدينا من “حمَلة “الدكتوراه والماجستير أكثر من السويد وهولندا وإسبانيا ونكاد نتجاوز بعددها الكمّي فرانسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين؟؟!!
– معذرة كل المعذرة من الإطالة والاستطراد ، وليسامحني من وصلته بعض ” الطراطيش” من هذا المنشور “الفج”و”غير المُجامِل”.
ودمتم جميعاً بألف خير .
( عن صفحة الدكتور خلف )
تسلم الدكتور خلف سابقاً:
- رئيس تحرير صحيفة تشرين
- المدير العام لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر
- سفير الجمهورية العربية السورية في بكين