البحتــري:
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكًا
مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما
***
وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى
أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما
***
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّهُ
يَبُثُّ حَديثًا كانَ أَمسِ مُكَتَّما
***
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُهُ
عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشيًا مُنَمنَما
***
أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَةً
وَكانَ قَذًى لِلعَينِ إِذ كانَ مُحرَما
***
وَرَقَّ نَسيمُ الريحِ حَتّى حَسِبتَهُ
يَجيءُ بِأَنفاسِ الأَحِبَّةِ نُعَّما
***
فَما يَحبِسُ الراحَ الَّتي أَنتَ خِلُّها
وَما يَمنَعُ الأَوتارَ أَن تَتَرَنَّما
***
وَما زِلتَ شَمسًا لِلنَدامى إِذا انتَشوا
وَراحوا بُدورًا يَستَحِثّونَ أَنجُما
***
تَكَرَّمتَ مِن قَبلِ الكُؤوسِ عَلَيهِمُ
فَما اسطَعنَ أَن يُحدِثنَ فيكَ تَكَرُّما
***