جديد 4E

سوق الكريسماس .. ( قبل ماتاكل رز وباذنجان أستر نفسك ياعريان ) !!

 

سحر عويضه – السلطة الرابعة:

 

في ظرف يعتبر فيه الحصول على جرة غاز إنجاز وتوفر المازوت والبنزين إعجاز .. وفي مجتمع مقسوم بين فئة تزداد فقراً وفئة تزداد ثروة واكتناز .

في هذا البلد أُ نشِئ سوق فريد من نوعه اسمه (سوق الكريسماس ) مقره مقابل فندق داما روز .

هو فريد من نوعه ليس لأنه فكرة إبداعية أطلقها القائمون على هذا السوق ، وليس لأنه يفي بالحاجات التي تنقص المواطن ( وما أكثرها ) لكنه فريد لأنه فكرة أقل ما يقال فيها أنها مستفزة بامتياز في مثل هذه الظروف .

ماذا يبيع سوق الكريسماس ؟

سوق الكريسماس يا سادة يبيع شجرات عيد الميلاد التي يفوق سعر الواحدة منها المليون ليرة سورية ..بالإضافة إلى زينتها والأضواء التي تحتاج إلى الكهرباء ..وملابس بابا نويل وكل الأشياء المتعلقة بأعياد الميلاد المجيدة ..

بالتأكيد ليست مشكلتنا في ماهية وطقوس مبيعات هذا السوق التي تعتبر موسمية بامتياز، ولها معانيها الجميلة، وإنما في حقيقة القدرة على اقتناء مثل هذه الأشياء وفي الهدف الحقيقي من إنشاء هذا المجتمع التسويقي المخملي .

طبعاً بالنسبة للقدرة على اقتناء موجودات هذا السوق فهي معدومة عند الغالبية العظمى الذين بالكاد يقتاتون الخبز .

أما بالنسبة للهدف فبدا وكأنه يتجه نحو تصدير صورة غير صحيحة بأن ( أمورنا تمام وعال العال) ولم يعد لدينا هم سوى اقتناء شجرة الميلاد وتوابعها اللامعقول في حين يمكن استحضار الكثير من شجرات الميلاد من أغصان الطبيعة..

أيها المسؤولون عن هذا السوق مؤسسات وأشخاص يقول المثل ( قبل ما تاكل رز وباذنجان ..استر نفسك ياعريان) .

المشكلة أن المواطن لا يأكل رز وباذنجان وإنما يأكل ضربات متتالية بسبب مظاهر وفعاليات غير منسجمة مع الواقع الفعلي للحياة التي نكابدها .. والسترة من عند الله .