جديد 4E

الساعة لا ترحم الزمن .. ولا تتواطأ معه .. حملها الناس على سواعدهم بلا مودّة لكي تُشعرهم بنبضها مع نبضهم .. والوقت يتسارع

 

العمر طويل ..والوقت ضيّق !!!

الدكتور. فائز الصايغ :  

علاقتنا مع الوقت علاقه مضطربة.. نحمل الساعات على سواعدنا وبعضها باهظة الثمن، لكن علاقتنا بالساعات المحمولة غير مهنية وغير وديّة او غير ذات أهمية ..دائماً تنقصنا دقائق في المواعيد الدقيقة وساعات في المواعيد الاطول وربما سنوات في مشروعات الحياة   وقد لا نصل في الموعد الذي حددناه لأنفسنا …

علاقتنا مع الزمن اتكالية ترتبط كما أفهمها بالعمر ومستوى النضوج لأيٍ منّا بين من تقدّم به السن أو بين حديثه وكلّنا يشكو أن زمنه داهمه وقد مرّ بسرعة البرق لا يكاد يدرك حضوره ولا تفاصيله ولا سرعته …

لذلك فإن سرّ تباطؤ أو اتساع الزمن ووفرة الوقت أو انعدامه يختلف من واحدٍ الى آخر بحسب حالة الانسان النفسية او الاجتماعية ومنها مستوى المعيشة او حتى التعليمية وانعكاسات ذلك على العلاقات والروابط مما يسهم في القدرة على الاستثمار الامثل للوقت وعدم هدر أية فرصة في إطار السعي لتحقيق أهداف الحياة …

احترام الوقت   واحترام دقّته ثقافة وتقاليد عند العديد من الشعوب والأفراد ،،فيما الكسل والتكاسل سمة من سمات شعوب أخرى .. لا أريد ان استشهد بالنتائج الكارثية التي سبّبها الكسل والتهاون والاتكالية وعدم استثمار الوقت على شعوب، وعكس ذلك على شعوب أخرى مازلنا نحاول الاقتداء بها علّنا نحقق ما نصبو إليه  من تقدم  ورقي وتحديث …

–   ليس اخطر على الانسان والشعوب معاً من هدر الوقت والتقليل من أهميته واحترامه وتفويت فرص النجاح والتقدم في سباق الزمن والاستثمار الأمثل والأرقى للوقت .. فمن شأن استثمار الوقت على نحو إيجابي ومفيد تنمية القدرات الذهنية والامكانات الذاتية لتحقيق المزيد من التقدم والنجاحات بما في ذلك تطوير العلاقات الانسانية المجتمعية في مجتمع هيّأته الظروف السائدة للتفكك أو الاستهداف …

علاقتنا مع الوقت علاقه تفتقد الاحترام لا ندرك أهميتها إلا بعد فوات الأوان وتبدّل الظروف .. عندها يصبح تنظيم الوقت وبرمجة الطموح صعباً لان الساعة لا ترحم الزمن ولا تتواطأ معه ولا تعبث به وقد حملها الناس على سواعدهم لكي تُشعرهم بنبضها مع نبضه وأن الوقت يتسارع وان إدراك ما تبقى  من العمل لتحقيق المطلوب اصبح اكثر صعوبة مع فوات الأوان وتبدّل الظروف وتبديد الامكانات أو ضعفها وهي قيد التلاشي …

تنظيم الوقت ومنه تنظيم علاقتنا بالزمن يحتاج الى تراكم المعرفة والاحساس بالمسؤولية بما يحقق التوازن المطلوب بين التطلعات الفردية والدور المجتمعي من جهة وتوفر الوقت المحدد في اطارٍ من العمر مسقوف لا أعرف أين ولا متى يتوقف، فيما لاتزال قائمة المرجو تحقيقه طويلة والوقت قصير …عندها لا جدوى من استدراك الضائع من الوقت على طريقة لغة مونديال القدم والعدم ..فالعمر طويل ..واللحظات قصيرة .

عن الصفحة الشخصية للدكتور فائز الصايغ