جديد 4E

ليس للرجال أن يخجلوا من حبهم وحنانهم .. شبابنا والاعتراف الصعب

رويدة عفوف:

في قلبه نبض يعرف الحب، يعرف الله ، يعرف معنى الحياة، ولذلك يدافع عنها بحياته ودمه ،لا تخدعكم ملامح القسوة على وجهه، ولا السلاح الذي يحمله، وصار كالهوية التي لا يستغني عنها .حين يتحدث عن أمه، أو أخته أو محبوبته، تعرف مدى الحب والعاطفة التي يختزنها قلبه القوي الذي يجابه جلاوزة الموت والحقد الأسود، والذين يحاولون قتل الحياة والحب من حولنا.

هذا الجندي وهو أكثر الشباب ظهوراً في حياتنا اليوم يخجل من اعلان حبه وحنانه للآخرين، فالرجل في مجتمعنا يعاني من صعوبة في ترجمة حبه وحنانه ،فكيف يمكن للماء الإفصاح عن نفسه وهو في قمقمه الصخري ..؟ لماذا تتركه داخل عروق صخره لا ينساب منها ليحمل هوية العطاء ..؟ ما نفعها تلك الأشجار الناهضة بقوتها وضخامة وجودها, إن لم تحمل على أجنحة أغصانها القوية, تلك الظلال, خاصة في أيام قيظ يجن فيها غضب الشمس ..؟

عندما يصبح الذكر على وشك الرجولة يبدو وكأنه يعاني من نقص في الأداء العاطفي تجاه من حوله, وأنه يحتاج إلى تنمية مقدراته الإنسانية بما تحويه من مفردات الحنان والعطاء والتفكير بالآخرين, وخصوصاً الحنان, فهو من شيم النبلاء, وأجمل مفردات الرجولة الحقيقية.‏

من منا رجلاً كان أم امرأة لا يطمح في لحظاته الحرجة – وما أكثرها – إلى صدر حنون وقوي تتداعى عنده كل الأوجاع ولا تخجل من التنفيس عن الصدور المكتومة.‏

يبدو أننا نحتاج إلى استثارة نخوة الحنان الخجول القابع في قمم الرجولة القادمة, وربما علينا أن نعلم أولئك القادمين إلى ميدان الرجولة عن المفهوم الصحيح لهذا المعنى الكبير, وتصحيح ما قد يستجد في سلوكهم المراهق ويتكلس مع الوقت في أروقة أذهانهم من مفاهيم عن رجولة ناقصة الأركان مشوشة الفهم والتعريف.. ليكسب المجتمع في نهاية المطاف رجلاً منقوص الهوية الإنسانية.‏

ليتنا لا نستسهل الأمور ونترك ذكورنا يتعلمون الرجولة بمفاهيم مشوهة ومشوشة, وتتشكل رجولتهم بشكل عشوائي تحت نظرنا وسمعنا, فيخجلون من حنانهم وحبهم, ويعتقدون أن هذا ينقص من رجولتهم التي لا تكون إلا بالقسوة والسيطرة فيحصلون على رجولة منقوصة وحنان خجول..‏