جديد 4E

أَحَبَّ أن يخدمهم ويتلافى أخطاءَهم فجمّدوا حسابه .. شادي نويرة يدفع ثمناً باهظاً لأخطاء بالتجاري السوري الفرع ( 4 ) في اللاذقية

 

 

تناقض وتضارب حول القضية في رأي إدارة الفرع واعتراف غير مباشر بالخطأ الذي عولج بالتجميد

 

قنجراوي : في حساب المتعامل ( 8 ) ملايين سحبَ ( 9 ) فكان عليه دفع مليونين .. دفعها وحجزنا احتياطياً على الحساب .. !

 

نويرة : أدخلوا مليوني ليرة إلى حسابي بالخطأ سحبتها ضمناً فأعطيت البنك حقه وأخذت حقي فجمدوا حسابي وتعطلت أعمالي

 

مدير عام التجاري السوري: لا مصلحة للبنك بتجميد حساب كل من يدفع التزاماته من العملاء

الدكتور علي يوسف : أعددنا مذكرة لمجلس الوزراء لإنهاء هذه الحالات .. وأعد نويرة بحل قريب

 

السلطة الرابعة – علي محمود جديد :

فجأةً تسللت مليوني ليرة إلى حساب ( شادي نويرة ) وهو أحد المتعاملين مع المصرف التجاري السوري – الفرع ( 4 ) في اللاذقية، وقالت له الموظفة في البنك : يا سيد شادي أودعنا لك بالخطأ في حسابك مليوني ليرة ولا بد من استرجاعها، فقال لها بطيب خاطر وعلى قاعدة ثقته بالبنك: لا مشكلة .. سأسحب المبلغ الذي يمكنني سحبه وأُضيف إليه مليوني ليرة أعيدها لكم.

وهكذا فعل .. أعطاها المليونين .. وأخذ استحقاقه .. وذهب.

هذه الحادثة وقعت في 11 / 11 / 2021م، ولم يضطر شادي لمراجعة البنك إلاّ في الشهر الخامس من العام 2022م الجاري، فقد احتاج لأن يسحب مبلغاً آخر .. قصد المصرف فكانت المفاجأة الصاعقة بأن حسابه مُجمّد.

سأل عن السبب فقيل له: أنت سحبتَ مليوني ليرة في 11 / 11 / 2021م لم تكن في رصيدك، وعليك أن تسددها.. !

تذكّر ما حصل .. وحاول أن يُذكّرهم .. ولكن دون فائدة، فشعر أن ثمة خطأ قد حصل إن لم تكن حيلة من تلك الموظفة قد انطلت عليه في ذلك الحين، ولكن باعتبار أنه لا يريد تعكير صفو علاقته مع البنك اتصل وهو في مبنى الفرع ( 4 ) مع أحد أصدقائه ليحضر له مليوني ليرة فأحضرها فعلاً وسدّدها للمصرف مباشرة.

سألتُ شادي : كيف ذلك وكنتَ قد سدّدتها سابقاً ..؟! فقال : لا أريد أن أقع بأي مشكلة مع البنك، ويبدو أن هناك إشكالية في التسديد السابق، أو ربما لم يتم توثيقه، فأنا عن ثقة وطيب خاطر سحبتُ المبلغ وأعطيته للموظفة التي أخطأت بتحويله إلى حسابي، فهو مبلغ لا حق لي فيه حتى لا أعطيها إياه، وقد قمتُ بالتسديد مرة أخرى في الشهر الخامس رغم أنه بإمكاني التريث وإقامة دعوى قضائية ولكنني بالفعل لا أريد الدخول بأي خلاف مع التجاري السوري، كما أن عدم التسديد سيُبقي حسابي مجمّداً وتتعطّل أعمالي، ولذلك فضلت التسديد من أجل تحرير الحساب واستمراري في العمل.

هكذا يقول شادي، وكان يأمل أن تنتهي المشكلة في أرضها، ولكن تفاجأ بعد تسديد المبلغ للمرة الثانية أنّ حسابه سيبقى مجمداً .. فما الحكاية ..؟!

هاتفني .. وروى الحكاية

لستُ أدري من أين أتاني هذا ( الشادي ) ولا كيف وقع اختياره عليّ، فمنذ أسابيع كتبتُ زاويتي الأسبوعية ( على الملأ ) في صحيفة الثورة، وكانت بعنوان ( يربحون .. ونمضي خاسرين ) نشرتها بعد ذلك في صفحتي الشخصية على الفيسبوك، ولدى مراجعتي لتعليقات الأصدقاء صادفتُ تعليقاً لشخصٍ لا أعرفه اسمه ( شادي نويرة ) وقال في تعليقه : ( …. ممكن رقم هاتف للتواصل .. ) ؟ فشعرتُ أنه يريد أن يقول شيئاً ما حول الزاوية لا يحب أن ينشره، فأرسلتُ له رقم هاتفي على الخاص .. وبعد حين هاتفني ليحكي لي قصته مع التجاري السوري – الفرع ( 4 ) في اللاذقية.

القصة :

يقول شادي :

بتاريخ ١١/١١/٢٠٢١ ذهبت لأصرف شيكين من المصرف التجاري السوري فرع ٤ في اللاذقية، وصلتُ وكانت الكهرباء مقطوعة ، فقالت الموظفة ( ن – د ) : لو سمحت هات الشيكات وتفضل استريح عندما تأتي الشبكة أنادي لك ..

جلستُ مع الكثيرين وكان هناك ازدحام كالعادة .. بعد قليل نادت إليّ وقالت : أنا أعتذر منك حولتُ بالخطأ ( ٢ ) مليون من حساب الدكتور إلى حسابك .. ( الدكتور الذي ذكرَته الموظفة لا أعرفه أبدا وكان واقفاً بجانبها من الداخل ) .. قلت لها: لابأس خبري الإدارة وأنا أسحبهم الآن مع الشيكات . أخبرتْ نائبة المديرة، وسحبتُ ٩ مليون .. أخذتْ هي مبلغ ٢ مليون للدكتور الذي بجانبها.   وانا اخذت قيمة شيكاتي.

بعد عدة شهور ذهبتُ لأسحب مبلغ مال من حسابي .. قالو لي : حسابك مُجَمّد ..

سألت عن السبب فقالوا: لقد تم تحويل مبلغ من حساب أحد المختلسين من المال العام إلى حسابك .. ويفترض بك ان تعيد المبلغ ..عندها تذكرت هذه الحادثة التي قدمتها لك ببداية الحديث .

على الفور اتصلت بصديقي وأتى بالمبلغ فوراً وسددته..

وبعد فترة طلبني الأمن الجنائي وحقق معي وأفرج عني لان ليس لي علاقة بالموضوع.

ملاحظة ١

لو انني متعاون مع هذا المختلس كنت سحبت له مبلغ اكبر لان في حينها كنت قد أخذت موافقة من المصرف المركزي بأن اسحب يوميا مبلغ (٢٥) مليون .

ملاحظة 2 :

انا متوقف عن العمل ومتضرر منذ اول الشهر الخامس إلى الآن.. ارجو المساعدة بالتواصل مع من له علاقة وحل هذه المشكلة ..

ما رأي الفرع التجاري رقم 4

لم ينكر الفرع المذكور تجميد حساب شادي، لا بل يعتبر أن ذلك التجميد إجراء طبيعي أمام ما اعتبره تحايلاً قام به شادي من خلال سحب مبلغ مليوني ليرة لم يكن على علم بوجودها في حسابه – هكذا اعتبر البنك – ولكن كيف ..؟

التواصل مع الإدارة العامة

دفعتُ بالقضية نحو الإدارة العامة للمصرف التجاري السوري علّنا نستطيع إيجاد حل لمشكلة الأخ شادي الذي تعاطفتُ معه، لاسيما وأنها بدت مشكلة مُصطنعة، لأن الهدف من تجميد الحساب – بغض النظر عن مختلف التفاصيل الأخرى – هو تسديد مبلغ المليوني ليرة، وقد قام شادي بتسديدها مرتين ما يعني أن أسباب التجميد باتت غير موجودة، والحالة منفيّة الأثر، ولا داعي لتعطيل أعمال الرجل لسبب لم يعد موجوداً أصلاً.

الإدارة العامة أعلمتني عبر المكتب الصحفي للتجاري السوري بأن مديرة الفرع ( 4 ) في اللاذقية السيدة كمالا قنجراوي أفادت بأن شادي نويرة هو فعلاً أحد الناس المجمدة حساباتهم ( حجز احتياطي ) بسبب أن هناك حوالة بقيمة مليوني ليرة بتاريخ الشهر الحادي عشر من عام 2021م من قبل الموظفة ( ن . د ) وهو رصيده كان بوقتها / 8 / ملايين أدخلت له حوالة بمبلغ مليونين وسحب شيك بمبلغ / 9 / ملايين، إذن كيف أنتَ لا علم لديك بالحوالة وساحب شيك بمبلغ / 9 / ملايين، كان يمكن أن يقول للموظفة : لأ .. أنا رصيدي / 8 / ملايين فمن أين أتتني هذه المليونين إلغِ التحويل .. وما كان يجوز له أن يسحب التحويل ضمناً، فهو ساعدها بالسحب وعلى علمٍ وعلى دراية، وهو من الناس الذين جاؤوا وذهبوا وسدد المليونين ومن ضمن الناس الموقوف حسابها والتي هي الآن بانتظار البت بأمرها.

أثناء مراجعات شادي للمصرف – تقول قنجراوي – أحضرتُ له اليومية وأطلعته عليها وقلت له : هل هذا التوقيع مزوّر أم أنه توقيعك ..؟ قال : نعم هذا توقيعي ..

إذن أنت واحد عندك رصيد / 8 / ملايين بتاريخه، كان فعلاً / 4 / ملايين برصيد سابق ونفذت شيكين بـ / 4 / ملايين .. جمعاً يكون / 8 / ملايين، ولنفترض – تقول مديرة الفرع 4 – أننا سنمشي مع السيناريو الذي يدعيه شادي نويرة أن الموظفة حولت بالخطأ على حسابه .. إذن كيف يسحب / 9 / ملايين ورصيده / 8 / ملايين ..؟

كلام غير دقيق

بالفعل كلام السيدة قنجراوي يبدو غير دقيق، فما تفضّلت به يشير إلى أنّ المشكلة تدور حول مليونين، وقد قام الرجل بتسديدها، ولكن حساباتها جمعاً يكون ( 9 – 8 = 1 ) أي أن المشكلة تدور عند مليون واحدة .. وهذا ما يتناقض مع ما أقرّ به الطرفان، وهذه مسألة هامة وحساسة ما دامت تتحدث عن حسابات بنكية وأموال مُختلف عليها، فلا يجوز الاستسهال بأي رقم من الأرقام الصحيحة .. فكيف بالأرقام المُختلف عليها ..؟! طبعاً يمكننا الإسهاب في تحليل وأبعاد هذا الخطأ الكبير ولكننا نعتقد بأنه شديد الوضوح، فهي تُقدم الدلائل على أن الفرق هو مليون ليرة ( 9 – 8 ) بينما تمت مطالبته بمبلغ مليوني ليرة .. وقام شادي بتسديد مليوني ليرة فعلاً باعتراف الطرفين.. وهو يقول بأنها للمرة الثانية.

هذا دليل على عدم دقة الفرع ( 4 ) للتجاري السوري في حساباته، وثمة ضياع واضح .. ولكن ما علينا .. فلا نريد الذهاب بعيداً عن أصل المشكلة.

إن الإمعان فيما قالته السيدة مديرة الفرع ( 4 ) في معرض استدلالها على إدانة ما فعله شادي، هو استدلال يدين الفرع ( 4 ) بقوة، ولم يكن من مصلحة الفرع التمسك بمثل هذا الاستدلال الواهي وغير المقنع أبداً، حيث قالت السيدة قنجراوي : ( كيف يسحب / 9/ ملايين ورصيده / 8 / ملايين ) ؟ ..هذا الكلام لم يعد يمرّ في أكثر بنوك العالم تخلّفاً .. بل ولا حتى في الدكاكين المتحضرة قليلاً، فعندما يقوم أي عميل بسحب مبلغ من المصرف لا يمكن لهذه العملية أن تتم قبل أن يقوم الموظف بفتح شاشة الكمبيوتر التي أمامه وكشف حساب العميل، والاطلاع على رصيده ونمط توقيعه، فكيف يتجرّأ الموظف على تسليم شادي أي مبلغ زيادة عن رصيده ..؟! هذا خطأ جسيم للمصرف مع أي متعاملٍ كان، فلا يصحّ إطلاقاً أن تقوم المصارف بتسليم المتعاملين الشيكات التي يكتبونها بمعزلٍ عن الرصيد، ولا أشك بأن السيدة مديرة الفرع ( 4 ) تدرك جيداً بأن هذا الكلام غير صحيح وغير مقبول إطلاقاً.

إلى جانب ذلك فالسيدة قنجراوي تعترف ببساطة – وبشكل غير مباشر – أن ثمة حوالة تسللت بالفعل إلى حساب شادي بخطأ من المصرف عندما قالت: ( ما كان يجوز له أن يسحب التحويل ضمناً ) .. وتمرّرها وكأن هذا الأمر عادي جداً على الرغم من كونه أصل المشكلة كلها

لماذا تجميد الحساب ..؟!

شادي يقول : طبعاً .. وبداهةً أنا لا أستطيع أن أسحب أي مبلغ غير موجود في الحساب، ولكن المليوني ليرة كان مبلغاً موجوداً في الحساب ، ولعلمي بوجوده سحبته وأعطيته للموظفة التي أخطأت بإدخاله إلى حسابي، ثم حصل ذلك الالتباس وأتيت بمليونين آخرين وسددتها للمصرف .. فلماذا تجميد الحساب ..؟!

 

لا مصلحة للمصرف بتجميد حساب من يسدد

تواصلتُ مع المدير العام للمصرف التجاري السوري الدكتور ( علي يوسف ) الذي أثق به، ولديّ اعتقاد بأنه لا يقبل مثل هذه الأخطاء، فأكد ( للسلطة الرابعة ) أن لا مصلحة للمصرف بتجميد حساب أي متعامل عندما يسدد ما هو مطلوب منه، وصاحب المشكلة في الفرع ( 4 ) شادي نويرة دفع ما ترتب عليه ولو كان الأمر بيد المصرف لأنهينا هذا الأمر، ولكن المشكلة أن هناك ملاحقة قضائية بحقه بعد أن قام الأمن الجنائي بالتحقيق وتحويل الملف إلى القضاء، ولذلك لا بد من الانتظار إلى حين البت بأمره.

مشروع حل أقرب من ذلك

السيد المدير العام للمصرف أكد لنا أيضاً أن مثل هذه القضايا – والتي تُعتبر قضية شادي من أقلّها صعوبة – باتت تُشكّل عبئاً حقيقياً على المصرف، ولذلك قمنا بإعداد مذكرة بهذا الشأن إلى رئاسة مجلس الوزراء كي نجد حلاً لمثل هذه القضايا، وإنهاء تجميد حساب أي متعامل قام بتسديد التزاماته، فلا مصلحة للبنك فعلاً بمثل هذا التجميد.

أخبرتُ الدكتور علي يوسف بأن هذا التجميد لشادي لم يكن له أن يحصل أصلاً لأنه سدد المبلغ المطلوب في أرضه أولاً، ثم لنفترض أنه بالفعل قام بسحب مبلغ يزيد عن رصيده، ألم يظهر أمام موظف البنك على شاشة الكمبيوتر حجم الرصيد ..؟ كان يمكن للموظف أن يرفض طلب السحب مادام لا يوجد رصيد .. أليس كذلك ..؟

قال الدكتور علي يوسف : نعم .. هذا صحيح .. ولو كان الأمر بيديّ الآن لأنهيتُ هذه المشكلة التي تعتبر أساساً من أقل المشاكل التي يواجهها المصرف .

وأكد الدكتور يوسف أن هناك أخطاء تحصل مع بعض الموظفين بكل تأكيد، وحساب شادي ما كان له أن يُجمّد ما دام قد دفع التزاماته .. ولكن ما قام به الأمن الجنائي كان هو الاجراء الطبيعي في مثل هذه الحالات .. ولكن يمكنني القول – والكلام لمدير عام التجاري السوري – أن قضية شادي ستُحل قريباً عبر مجلس الوزراء بعد دراسة المذكرة التي أعددناها .

الصبر مفتاح الفرج

شادي نويرة .. أيها العزيز المظلوم الذي أدافع عنك بمنتهى التعاطف .. ولا أعرفك بعد .. اصبر قليلاً على ما أنت عليه، وهو على كل حال – ما أنت عليه – ليس جديداً على البنوك، ففي كل دول العالم وارد تجميد بعض الحسابات في بنوكها عند وقوع إشكالات معينة نظراً لحساسية الأعمال البنكية ..

السلطة الرابعة ستبقى معك على خط المتابعة لهذا الأمر .. ولكن لا بد من الصبر .. الفرج قريب إن شاء الله .. والصبر مفتاح الفرج.

خاص للسلطة الرابعة