جديد 4E

اليوغا .. نظامُ حياة يستبدل التوتر والضغوط بطاقة متجددة .. ويمدّ الجسم بالقوة والمرونة ويمنح العقلَ مقدرة تركيز عالية

 

تجربتي مع اليوغا .. هل هي تريند ؟ … أم متعة وفائدة حقيقية …؟

 

  هيام عباس صالح :

 

بعد سماع الكثير من الأحاديث عن اليوغا، واعتمادها نظاماً يومياً في حياة الكثيرين، هذا النوع من الرياضة الجديد نسبياً في سورية، وتكرار طرحه على مواقع السوشيال ميديا …

تجربتي مع اليوغا ..

دفعني الفضول للبحث ومعرفة ما هي اليوغا ؟ ولماذا هذا الاهتمام الكبير من المراكز التدريبية  بالإعلان عن دورات اليوغا ؟

فتوجهت إلى أحد المراكز في دمشق … بدايةً وجدتُ عالماً مختلفاً بعض الشيء كان كافياً لجذبي لخوضِ التجربة .

استقبلتني المدربة بقولها : مع اليوغا ستتعلمين طريقة التنفس البطني اليوغي الكامل والذي يعود عليكِ بالصحة الجسدية والنفسية حيث يمنحكِ فكر هادئ وجسد سليم كما ستمنحكِ اليوغا وتقنياتها المرونة والتوازن الداخلي والذي سينعكس بدوره على حياتكِ خارجياً ، كما تعمل على زيادة الإدراك والوعي الجسدي والعقلي لدرجةٍ تستطيعين سماع الإشارات التي يرسلها لكِ جسدكِ لدعم صحتكِ وسعادتكِ فاليوغا هي التناغم بين الجسد والفكر والروح الذي يحقق سعادتكِ  .

 

تُرى هل سأجدُ ما لا أعرفه في نفسي من خلال تدريبات وتمارين مستمدة من الطبيعة ؟ وسأكتشف جديداً كامناً في داخلي ؟

كانت البداية بتعلم تقنية التنفس الصحيح الذي يضفي شعوراً بالاسترخاء والهدوء الداخلي ، هذه أولى خطوات اليوغا التي كانت كافية للاستمرار لأن التنفس الصحيح يغير آلية عمل الجسد كلياً حيث ينتشر الأكسجين في كل خلية من خلايا الجسد والقلب والعقل وتصبح كل عضلات الجسم مطواعة للشهيقٍ يملؤها بطاقة مركّزة ، وزفيرٍ يحررها من كل تشنجٍ وتعب .

فأحد اهم أهداف اليوغا هو امتلاك تقنية التنفس بشكل صحيح وتحويلها لعادةٍ دائمة حتى خارج أوقات التدريب .

فبعد مرور عام كامل على دخولي هذا العالم الواسع العميق أصبحت اليوغا نظامُ حياة بالنسبة لي فقد حوّلت التوتر والضغوط إلى طاقة متجددة ، ومنحتني شعور الاسترخاء الذي يمدّ الجسم بالقوة والمرونة بالالتواءات والانحناءات ، وتمنح العقلَ  مقدرة عالية على التركيز ، حيث يوجه كل عضلة من عضلات الجسد ويمدها بطاقةٍ لا محدودة ، وتضفي على القلب محبة كافية لجعل العالم كله محبة وتسامح وتركيز على ما هو إيجابي وتعميق التوازن والانسجام بين التفكير وحركة الجسد .

فبقوة التركيز التي نكتسبها نستطيع التحكم بأفكارنا وبكل عضلة من عضلات الجسم فبهذه التقنية نستطيع التحكم حتى بمشاعرنا كالسيطرة على الشعور بالغضب والانفعال والتحكم بردود الأفعال وتحويل طاقة الجسم كلها إلى طاقةٍ هائلةٍ من الحب والخير ابتداءً من الحب الصحيح للذات إلى محبةِ وتقبلِ وتطويعِ كلِ ما حولنا لما فيه خير وأمان للجميع  .

 

فالآثار النفسية قبل الجسدية تبدو واضحة على ممارسي اليوغا من تعزيز السلام والتعاون والتحكم بطريقة التفكير بغض النظر عن الجنس والعمر ، فالتمارين المستمدة من الطبيعة ، كالشجرة مثلاً او كالقطة وغيرها ، تمد الجسم والروح بطاقة الطبيعة وقوة وثبات  الارض ، وهذا نشعر به عندما يكون التدريب خارجي ويُنفذ في حديقةٍ ما حيث تتعزز طاقة القلب والعقل من الهواء والأشجار والشمس ، ويستمد الجسد قوته من الارض الأم ، هذا يختلف عن  التدريب على شط البحر ، فالمدى والعمق واللون الأزرق مع موسيقا صوت الأمواج تطرب له النفس البشرية ويجعلها تحلق في فضاء هذا الكون بشعورٍ أقرب للخيال فيرسم بالجسد أشكال كاللوحات المتقنة ، فهو اندماج وتماهي مع مكونات الطبيعة بكل تفاصيلها .

ممارسة اليوغا هي لجميع المراحل العمرية أطفال، شباب ، كبار السن وللجنسين ومن ميزات رياضة اليوغا أنها لا تحتاج إلاّ لركن صغير هادئ مع حصيرة اليوغا لينعم فيها الانسان بالشعور بالراحة والاسترخاء وهي نشاط بدني روحي غير تنافسي فلكل شخصٍ مقدرة جسدية وروحية خاصة به .

فاليوغا نمطُ حياة كله صحة وسلام داخلي وتدفق لطاقة كامنة داخل النفس ، وتَحرر من كل تعب وتوتر  .

خاص للسلطة الرابعة