جديد 4E

كورونا بين المبالغة و اللامبالاة

أحمد تكروني

ما يجري في العالم كله, و منها سورية بلدنا يدعو الى القلق دون شك, فنحن نعاني من حرب ظالمة فرضت علينا , امتدت اثارها السلبية الى مختلف مجالات الحياة و منها المجال الصحي و المعيشي المرتبط به.

لكن هذا لا يعني استمرارية الارتباك، و التصرف بمزاجية و بشكل يغلب عليه الخوف او العواطف الزائدة تجاه من حولنا .

ما هو حاصل يحتاج الى تعليمات صريحة و واضحة بعيدة عن الغموض و بشكل لا يسمح للاجتهادات التي قد تكون خاطئة و بالتالي تؤدي الى نتائج عكسية تزيد من الهموم و الخوف, و تضعف المناعة عند البشر, فالحالة المعنوية لها اثر كبير على المقاومة للمرض الذي تؤكد جميع الجهات ان الاجسام الضعيفة المناعة هي التي يؤثر عليها الفيروس المستجد بدرجة كبيرة.

ان التوجه الى مختلف وسائل الاعلام لاستقاء المعلومات منها امر لا بأس به  على ان تكون تلك المعلومات موحدة او متقاربة الى درجة قصوى بحيث ينفذها المواطن دون خوف.

اكدت وسائل اعلام عربية على ألسنة اطباء ان لا خوف و لا حاجة للمبالغة, فقليل من الخل و الملح مع الماء يمكن ان يعقم الايدي و السطوح و وجد الكثير من الناس في ذلك مخرجا و اصبحنا نجد في كل منزل وعاء فيه الماء و الخل و الملح و نعقم ايدينا, و فجأة يخرج مصدر اخر ليصرح بان الخل  و الملح لا فائدة منهما, ولا بد من الكلور و غيره…الكلور الذي يخشى الناس عواقبه  اذا لم يمدد  بصورة جيدة, فقد سبب الكلور الذي تستخدمه ربات المنازل في التنظيف مشاكل لا حصر لها, وبالتالي يخشون استخدامه.

لم يمنع ذلك من الوقوع في الخطأ, و وفاة امرأة سورية ثلاثينية من العمر نتيجة خلطها الكلور مع الجافيل  لتنظيف منزلها ,ما ادى الى اطلاق غاز مخرش يعطل عمل الرئتين و حدوث الوفاة, رغم محاولات الانعاش التي جرت لها في المستشفى.

الوضع الصحي في سورية مازال  بخير قياسا  لكثير من الدول بما في ذلك الدول المتقدمة ولا بأس من الحذر و الانتباه و الجدية  دون المبالغة و الوقوع في المخاطر.

و الالتزام بالتوجيهات و التعليمات التي تصدر عن وسائل الاعلام السورية فهي الأدرى, و هي الاقدر على معرفة ما يناسب بيئتنا و اهلنا ,و مازال  قول اهل مكة ادرى بشعابها سليم و صحيح ليومنا هذا و للمستقبل.