جديد 4E

لن أجد أذناً صاغية .. فإلى من لا يهمه الأمر : مجرد فشة خلق عن واقع كهربائي متردّي

أحمد هيجر :

من أبرز وعلى رأس معاناة المواطنين اليوم هو الوضع المتردي الذي آل اليه وضع الكهرباء..

ولاريب أن الطاقة الكهربائية هي العصب الحيوي والنبض الحساس الذي يتوقف عليه دوران العجلة الاقتصادية والحياتية والمعيشية والانتاجية لدى سائر الناس ومكونات المجتمع.. لذا كان لزاما على الحكومات أن تولي هذا القطاع الهام جل اهتمامها وتسخر له كل امكاناتها..

غير أن ما نلمسه هو زيادة في الآلام والمعاناة التي تتفاقم يوما تلو يوم دون أن تبدي الجهات المعنية أية بوادر من شأنها أن تفضي الى حلول جادة ومجدية..

ولعل مما لا يختلف عليه اثنان أن الحكومة فيما لو أرادت أن تضع حدا وحلا لهذه المشكلة المزمنة وتوافرت لديها النوايا المخلصة لأوجدت الحلول المناسبة وأراحت الناس من معاناة ترجع الى عقود من الزمن.. ولما غدت الكهرباء كابوسا يؤرق مضاجعهم وظلاما يجثم فوق صدورهم.. بدل أن تكون هذه النعمة مصدر طاقة وانتاج ونور وراحة لهم على كل الصعد..

ولو أن الأمر يتوقف عند هذا الحد لهان الخطب.. بل ما يزيد في الطين بلة هو ما يلاقيه المواطنون من صد وعدم رد من موظفي طوارئ الكهرباء..

فنحن نعلم جميعا أن ساعات الليل والنهار تذهب في معظمها في التقنين.. والأعطال تجهز على ما يتبقى من سويعات قليلة من المفترض أن ينعم فيها المواطن بالكهرباء ولو بحدودها الدنيا..

فلدى حدوث عطل ما في احدى المحولات فان التغذية غالبا ستحتجب عن الناس لبضعة أيام.. إلى أن يستجيب عمال الطوارئ وتأخذهم الرأفة ليقوموا بإصلاح العطل..

علما أن المتضررين يقدمون لهم أحياناً (اكراميات مجزية) عند إصلاح العطل الذي يقومون بإنهائه..

ومثالنا على ذلك واقع طوارئ كهرباء التضامن الذين يتقاعسون ولا يبدون أية مرونة في تلبية شكاوى المراجعين.. اللهم سوى التذمر والتأفف منها..

والويل والثبور لكل من يبدي أي احتجاج أو امتعاض على سوء الخدمة أو التأخير في معالجة الخلل.. لتبقى الشكاوى حبرا على ورق ربما لأيام عديدة وهذا باعتراف رئيس المركز نفسه حينما راجعته غير مرة ونقلت له أن الكهرباء مقطوعة عن بيتي وعن عدد من الجوار منذ أمس الأول بسبب عطل طارئ..

فتبسم ساخرا من قولي وقال لي :

(غني بعبك غيرك صرلها الكهرباء أسبوع مقطوعة عنده)!!

أقول قولي هذا مع علمي مسبقا أنني لن أجد أذنا صاغية ولكن هي مجرد (فشة خلق) ليس أكثر..

ولذا عنونت المادة أعلاه (الى من (لا) يهمه الأمر) وشكرا..!!