جديد 4E

لا تستهينوا بالخنازير..!

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

نجح أطباء جراحون في جامعة ميريلاند الأميركية بزرع قلب خنزير معدل وراثيا في جسد مريض وأنقذوا حياته المهددة بالموت، بعد أن استنفد كل العلاجات الأخرى، وهي أول عملية من نوعها على مستوى العالم، وتأتي هذه العملية بعد أشهر قليلة على نجاح أطباء آخرين بزرع كلية خنزير في جسد إنسان، وهذا يعني أن الخنزير يمكن أن يكون مستودعاً للكثير من الأعضاء الفعالة التي تعوض الاعضاء التالفة أو المنتهية الصلاحية لدينا كبشر، ما يشكل أملاً كبيراً في إنقاذ حياة الكثيرين في المستقبل، فالرجاء منذ الآن الاهتمام بالخنزير – وأنا هنا أستثني الخنازير البشرية لأن أضرارها أكبر بكثير من فوائدها – والتوقف عن الاستهانة به  بعد أن أثبت بأنه من أكثر الحيوانات توافقاً في جيناته مع الإنسان، بحيث يطيل عمره وينقذه من الموت، ولكن الخشية من أن تستخدم أعضاء هذا الحيوان لإنقاذ حياة  بعض خنازير السياسة الغربية ..وفهمكم كفاية…!

لاحظوا معي كيف تتطور هذه المجتمعات الغربية علميا وطبيا وتكنولوجيا لما فيه فائدة لها وللبشرية جمعاء نتيجة الاستخدام الإيجابي والفعال للعقول، في الوقت الذي ما تزال فيه بعض المجتمعات الأخرى تغلق عقولها وتناقش وتجادل بعناد في أمور بديهية كدوران الأرض حول الشمس والهبوط على سطح القمر.. إلخ، أو تكفّر الآخرين لأنهم مختلفون عنها، في حين ما زالت مجتمعات أخرى مشغولة في كيفية سن القوانين التي تعاقب كل من يشغل عقله ويسأل أسئلة تزعج شريحة من المجتمع تعتبر نفسها فوق الجميع، بينما عقول البعض لدينا مشغولة بكل طاقتها بربطة الخبز وكيس النايلون العجيب، وكيفية استبعاد بعض الناس من دعم لم تعد له قيمة تذكر…!

لا أستغرب أن تدخل مجتمعاتنا اليوم في نقاش (بيزنطي) حول ما إذا كان هذا الانجاز الطبي الكبير حلالا أم حراما، وهل يتوافق مع معتقداتنا وعاداتنا وقيمنا المجتمعية أم لا، كما يحدث دائما مع كل إنجاز تقني أو اكتشاف علمي أو اختراع جديد، ولكن ما أنا مقتنع به أن البشرية لن تتقدم خطوة واحدة للأمام إلا بعقول قادرة على الإبداع والابتكار والاكتشاف، فكثير من المشكلات التي تعانيها البشرية يمكن حلها عبر إطلاق العقول وعدم وضع ضوابط أو قيود على حرية الرأي أو التفكير أو التعبير .

على المستوى الشخصي لست معجبا بأميركا ولا بنظامها السياسي ولا الكثير من سياساتها حول العالم، واعتبر أن معظم المعاناة التي نعيشها اليوم كسوريين هي نتيجة سلوك وأطماع (الخنازير) السياسية هناك، ولكن لدي القدرة على التفريق بين العلم والسياسة.. وبين رجال العلم وبين خنازير السياسة أيا كانت جنسيتهم…وهؤلاء أشد نجاسة من حيوان سيء الحظ..!