جردة حساب
جمال حمامة:
مع غروب شمس العام ٢٠٢١ بانتظار شروق شمس صباح اليوم الأول من العام ٢٠٢٢ من المفيد جداً في هذه المساحة الزمنية المتبقية أن نقف مع الذات في جردة حساب، لنتبين أين أصبنا وأين أخطأنا.. سواء على الصعيد الشخصي أم العام، وذلك بغية تبرئة ذمة العام المنصرم بأثقاله وأحداثه حلوها ومرّها أمام العام الجديد بكل آماله.
فلحظات وداع عام واستقبال آخر هي فرصة للتجديد، وبثّ نبض الحياة، ونشر عبق وإشراقة الأمل في القلوب.. لجعل الأماني تسبح في بحور الأحلام وطيف قوس قزح وألوانه الزاهية حتى يبقى المكان متسع للفرح والابتسام، فعلى الصعيد الشخصي والفردي ما اجمل أن نمدّ أيدينا إلى من يحتاجها ومساعدتهم في التغلب على عذاباتهم، وزرع الابتسامة على شفاه تحتاجها ولا تستطيع إليها سبيلاً.
أما على صعيد الشأن العام.. هي مناسبة أيضاً من الضرورة بمكان أن تقف عندها الحكومة بمؤسساتها العامة المختلفة، لتقييم ما أنجزته في هذا العام من خطط وبرامج استثمارية وخدمية .. أين قصرت، وأين نجحت!؟.. وتالياً إجراء عملية جرد شاملة لما حققته خلال الأشهر الماضية ومدى التزامها بتعهداتها تجاه تنفيذ خططها السنوية .. فمتابعة أداء الوزارات وتقييم عملها ولاسيما فيما يتعلق بالخدمات التي تقدم للمواطن أمر في غاية الاهمية وهو من الشفافية بمكان ، خصوصاً في هذه الظروف التي تتطلب العمل بوتيرة أسرع، وأن تنجز أعمالها وخدماتها بشكل أفضل، وتقدم الحلول بالسرعة اللازمة وفي الوقت المناسب.
– على سبيل المثال – ماذا حققت الحكومة على صعيد حل أزمة (ماراتون) ارتفاع الأسعار، وتوزيع المحروقات، وتحسين الوضع المعيشي لأصحاب الدخل المحدود!!؟؟ حيث ماتزال تعلو اصوات وشكاوى المواطن حول هذه القضايا الأكثر إلحاحا . إضافة إلى مسائل أخرى كموضوع التشغيل، ومكافحة الفساد والفاسدين ؛ وتأمين فرص العمل واتخاذ القرارات الاقتصادية لمشكلات كثيرة لا تزال قائمة!!
الحقيقة، نحن ندرك حجم التحديات والصعوبات التي واجهت وتواجه الحكومة والإدارات والمؤسسات العامة، ولكن السؤال : هل عملت الحكومة على استثمار الإمكانات المتاحة بالشكل الأمثل بغية رفع قدراتها على مقاومة آثار الحصار الاقتصادي والعقوبات التي طالت القطاعات العامة والبنى التحتية، ومن ثم تخفيف تبعاتها على المواطن .. وبالتالي هل ما تحقق كان نتيجة بذل قصارى الجهد التي قامت به الجهات العامة سواء على الصعيد المادي أو البشري،..!!؟؟الجواب برسم الحكومة .
ويبقى الأمل والطموح بتحقيق المزيد مسألة مشروعة جداً، خصوصاً ونحن نعيش مناسبة البوح بالأمنيات والأماني.
في الختام خير الكلام لخير الناس.. فالشكر والتقدير لمن بذل التضحيات الجسام وارتقى المجد شهيداً ليكون الوطن حراً مستقلاً… وأقول لكل من رمى سورية الحبيبة بحجر وتسبب بسقوط كل قطرة دم طاهرة ..لعنكم التاريخ ..ولعنكم الشعب السوري بجميع اطيافه .
إلى كل شهيد و جريح كتب بدمه الطاهر سفر مجد سورية في مواجهة غيلان التطرف والإرهاب والفكر الظلامي التكفيري ..ستبقى تضحياتكم مشاعل نور تضيء طريق المستقبل ..ونعاهدكم أن نكون اوفياء لكل قطرة دم سالت على تراب وطننا الغالي ..المجد لكم في العلا وفي سورية السلام وكل عام وأنتم بخير .