وابتلينا

أتحدث عن وقت قبل أن يولد معظمكم …

الخمسة قروش في الخمسينات أيها السادة تعني الفرنك والليرة عشرون فرنكا …

وبما أني كنت أعمل وقتها بمحل والدي رحمه الله منذ طفولتي …

فكنا نبيع قطعتي شوكولا الزهرة أو آمال بفرنك..

وأطيب من معظم الشوكولا الغالية اليوم ..

وعلبتي كبريت المدفع ..

او مكعبي نيلة وهي كانت تستعمل لتبييض الغسيل واعطائه لونا أبيضا مزرقا …

شفرتين ناسيت أصلي ..

ليتر كاز حيث كان كل الناس تستعمل البابور للطبخ ….

أو كيلو بوطاس. الذي كان مادة أساسية لغسيل الملابس قبل ظهور مساحيق الغسيل ..

نشتري قرص بسيوة فاخر من عند المرحوم أبو أحمد بيروتية وكان يضع في بعضها فرنك بعد غسيله طبعا كجائزة ..

او شقفة نمورة كبيرة من عنده ..

قطعة كبيرة من قمر الدين أو جلد الفرس قد الملحفة من عند عواد أبو طربوش رحمه الله..

او سندويشة فلافل بقرصين …

خمس يوسفيات بلدية تعبق رائحتها بالصف من عند أبو سميرة ..

أو حبة جوزية تشبع ..

معلل او بيض الوز أو أو …

اذن الفرنك هذا وقتها كان العملة الأكثر تداولا وأهمية ….

هي حكايا للتاريخ ..

لكن صدقوني صعب جدا على من عاصر تلك الأيام أن يقدّر له أن يعيش ليرى ويعاني اليوم مما ابتلينا به ..

ولا حول ولا قوة الا بالله ..