جديد 4E

عتاب

الطبيب : وجيه البارودي :

 

هي:

قالت وداعاً يا وجيه وأجهشت ببكائها

فسألتها عن مبعث البلوى وموطن دائها

فتململت وبدا الشحوب على أديم صفائها

عهدي بها كالوردة الحمراء في أندائها

ماذا جرى لك يا سنا عيني وريق مائها

************

أوجيهُ أخشى بعد طول مودة وصفاءِ

أخشى انقلاباً في حياتكَ واحتمال جفاءِ

أخشى افتضاحا بعد طول تكتم وخفاءِ

أخشى عليكَ من النساء وأنتَ زير نساءِ

أنا كيف لا أخشى وحبُكَ عالق بدمائي

أوجيهُ لو نبقى على شوق وخيط رجاءِ

نبقى على حب وإغراء بغير غذاءِ

نبقى على ظمئ ولو لم يبق غير دماءِ

أوجيهُ لو أفنى بحبك ما ألذ فنائي

أنا:

مهما شرعت على البحار وسرت في الصحراء

وسربت في الأعماق أو حلقت في الأجواء

فرسوت في الجزر القصية في المحيط النائي

وغزوت أجواز الفضاء وجبت كل سماء

فولجت هالات السنا وسبحت في الأضواء

غيري ويدب على الثرى ويمور كالرقطاء

ويعيش في المستنقعات يموء بالأوباء

وأنا بأجنحتي من الشعر إلى الجوزاء

مهما انتشيت وتهت في كبري وفي خيلائي

وركزت بند النصر فوق القمة الشماء

وشربت نخب أحبتي وشربن من صهباء

مهما شردت فعودتي أبدا إلى مينائي