جديد 4E

مزاحمة السجل المؤقت .. للطابو

منير الجبّان:

“مديرية إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي ”والخط الحديدي الحجازي سكّة حديد توقفت قبل اكثر من مئة عام وكانت تصل الشام بالحجاز وأّحدثت لها إدارة بعد توقفها، ولأكثر من نصف قرن وأنا أقرأ اسمها التذكاري على باب بناء فخم يجتمع فيه موظفون أنيقون وموظفات جميلات، سألت ماذا تفعلون..؟ قال عابر سبيل: يضعون بابور الحجاز على سكة الحديد، بس لسّه ما وصل، وقلت: يبقى أحسن من مؤسسات أخرى كثيرة، عندما تسأل ماذا تفعلون، ينادي منادي منهم، إنهم يضعون إبريق الشاي على بابور الكاز.

بيت القصيد هنا ليس هذه الإدارة أو تلك، مؤسسات غيرها ليست أحسن حالا، من “إعادة تسيير  الخط الحديدي الحجازي”، كان في الاصل مؤقت فصار بالنسيان دائم. مديرية السجل المؤقت في دمشق تم إحداثها بقانون إعمار العرصات، لتسجيل ملكيّات عقارية أُحدثت وقتها مؤقتا، ولاتزال حتى تاريخه ومنذ أكثر من نصف قرن سجل مؤقت، وأصبحت نصف الملكيات العقارية في دمشق، مدونة في دفاترها وبشكل مؤقت، وليس في  السجل العقاري “الطابو”، والمفترض أن تكون فيه، وهو السجل الدائم، والإثبات الأقوى و الأحكم والدائم على الملكية، والذي نستشهد بقوته، فنقول فلان كلامه طابو، وهو دليل مصداقية الرجل المطلقة، ويظهر أن هذا “السجل المؤقت”، خلاف “إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي” إدارة مثقلة بالهموم، على كتفيها أعباءٌ لا تتحملها أكتاف وزارة، والمفرح أن على رأسها الآن، مدير ناشط حازم جاد، شغّيل همام، حقوقي لامع، رجل قانون متمرس، وإداري حكيم، يحسب حساب المواطن بميزان صائغ، لأن حقوق المواطن عنده أغلى من الذهب، يحاول جاهدا أن لا يصبح المؤقت دائما، فيصبح أصحاب العقارات التي سجلت فيها، والتي لم تسجل في الطابو بعد، ولَم يحصل مالكوها على الورقة الخضراء، مُلاّكاً كاملي الملكية لعقاراتهم، ينتقلون من المؤقت إلى الدائم، وتحلً ممتلكاتهم في السجل العقاري، يُكحّل عيونهم الطابو الأخضر، ومن أعجب العجائب، أن السبب بأنهم لايزالون في المؤقت، ليس تقصيرا منه ومن مديريته المسؤولة عن أرزاق وأملاك العباد، بل من المالكين أنفسهم، الذين لم يستكملوا شروط نقل العقار من المؤقت إلى الدائم، تهربا منهم من المعلوم، أو خوفا من المجهول فأهملوه، والمدير الجديد، لسوء أو حسن حظهم، لا يحب المهملين، والقادم مفرح وسار، وستدخل الأتمتة ويلغى العمل الورقي، وكل شيء سيكون الكترونيا وسريع والآتي أسرع!