جديد 4E

جنّوا نطّوا…!

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

لا أملك – بحكم كوني مفلس دائما – بعد أن  علمت أن حكومتنا الموقرة وعدت (بدارسة) أو أنها (تدرس) إمكانية زيادة التعويضات المرافقة  للمرحوم الراتب، إلا أن أدعوكم معي للرقص على أنغام الأغنية الطربية العظيمة (جنوا نطوا)… عسى أن تتوفر (الامكانية) لذلك من جهة وعسى أن تصدق وعودها ذات مرة واحدة في هذا الزمان الأغبر…ومن الآن وصاعدا أو هابطا – لا فرق –  دعونا نلجأ  للغناء والرقص لعلنا ننسى بعض همومنا المعيشية المتراكمة..!

فالحكومة (بجلالة قدرها) وبعد أن جعلتنا وجعلت رواتبنا مسخرة أربع جهات الأرض نتيجة حفلاتها المسائية المتكررة لرفع أسعار مختلف السلع والخدمات انتبهت أخيراً أن هناك تعويضات مخجلة تمنح مع الرواتب وخاصة ما يسمى بالتعويض العائلي (تصوروا 200 ليرة للولد الأول و150 ليرة للولد الثاني وخمسمائة ليرة للزوجة غير الموظفة والباقي يفتح الله)، فافرحوا يا معشر الدخل المحدود ، فهناك من يهتم لأموركم وثمة وزراء لا ينامون الليل – سهرانين على خدمتكم – وهم يفكرون بأحوالكم العجيبة دائماً…واطمئنوا فالفرج قادم…ويجب عليكم من الآن تحضير حلقات الرقص والدبكة للعرس القادم، ولا يهم إن زادت التعويضات أم لا ..المهم أن تبقى الفرحة عامرة بدياركم.. !

على ذكر الحكومة وإنجازاتها لا بد من الاشادة بوزارة الظلام عفوا وزارة الكهرباء التي اقتربت جدا من إلغاء التقنين في كل انحاء البلاد، فالكهرباء شبه مقطوعة ( ساعتين أو ثلاث ساعات من الوصل خلال ال24 ساعة) رغم أن الجو معتدل أي لا حاجة للتدفئة أو التكييف، ولا أستغرب أن يكون هناك دراسة في الحكومة لإلغاء وزارة الكهرباء، فليس من العدل أن تبقى موجودة وهي عاجزة عن تقديم خدماتها للناس، وإني لأتساءل بمكر وبنية عاطلة كيف سيكون حال الكهرباء في عز الشتاء والبرد يقطع المسمار حيث لا غاز ولا مازوت ولا من يوقدون..؟!

وبما أن السيد وزير حماية المستهلك غائب عن السمع والنظر والفيسبوك هذه الأيام لأسباب غير واضحة، فإن من واجبي أن أذكره بواجباته تجاهنا، إذ لم يبق من قصص الدعم التي كنا وكان يفاخر بها سوى مادة الخبز العصية على أمثالنا من موظفي القطاع العام، واليوم وصل سعر ربطة الخبز أمام فرن الزاهرة المحدّث إلى 1500 ليرة فقط،  أي أن الرغيف الواحد بسعر الربطة المدعومة يا سيادة الوزير، وها نحن ندعوك لحفلة غناء ورقص في حينا على إيقاع جنون الأسعار و”النطوطة” المشتركة بين بائعي الخبز ومسؤولي الفرن..

تزول الدنيا ولا يتحقق كلمة واحدة من البيان الوزاري أمام مجلس الشعب..!