جديد 4E

«هيهي».. علينا!!

وصال سلّوم:

وقت حط الفيروس رحاله في صدري انتابتني مشاعر طفولية لا مسؤولة تهلل بين أفراد أسرتها بأعلى صوتها (أنا أعاني الكورونا) … لا أعلم مصدر الاستسلام لفكرة الضحك على المرض، ولكن وبجردة عقلانية للحالة النفسية المصاحبة للأعراض الأولى لـ«كورونا» أزعم أن مرد تلك المشاعر يعود لحالة اتّكالية، كالطفل الصغير الذي يعاني الجدري مثلاً أو الربو.. ويضحك بين أقرانه على خبر جديد دخل حياته، إلا أنه مؤمن بعائلته وجارته الممرضة التي لطالما ساعدته على الشفاء من أعراض الزكام وتداعيات التهاب حلقه واللوزات..

فروقات بسيطة أضافت شيئاً لمرضي الناضج عمرياً ألا وهو علمي بالتشخيصات الطبية والدوائية للمرض، فيما جوارحي تنبض باتكالية الطفل الصغير بكل ما أوتي من حب على العائلة وأكثر من طبيب في خانة معارفه على الموبايل، فضحكت.. الأيام الثلاثة الأولى كانت الفترة الإعلانية لمرضي، ثم من بعدها استلقيت في الفراش عشرة أيام متواصلة تلطمني فيها (البردية) والرجفان كصفعات مدرّسة لطالب ابتدائية…

أعترف – مقارنة بأصدقاء ومعارف – أن «كورونا» خاصتي جاءتني متوسطة الحالة، إلا أنني وعن تجربة شخصية عرفت أن «كورونا» إضافة لكونها نزلة برد شديدة هي حالة امتحانية تضع الجسد على محك الاعتراف بنقطة ضعفه المرضية، وكوني أعاني الصداع النصفي (الشقيقة) كان اعتراف جسدي سريعاً بعد عشرين – ثلاثين عطسة وعدم القدرة على شم أي (بارفان) أو أن أمسك (الطنجرة) البلاستيكية على النار ولا على تذوق أي من الأطعمة أو المنكهات .. وأنني أعاني حالة جبن تستوطن نصف رأسي الأيمن حد الاعتراف بضعفه أمام الفيروس.. خمسة عشر يوماً كان الصداع فيها سيد الموقف طغى على الحرارة والوهن والاحتقان… بجدارة وجع أستذكره اليوم مع الإعلانات الجديدة لـ(متحور الكوفيد) على السوشيال ميديا يقول إن (هيهي) المدينة الصينية تتحفز للوقوف في وجه فيروس مستجد يعاني أصحابه من سقوط مفاجئ ورعشة تختلف تماماً عن نزلة البرد المصاحبة لـ«كورونا» يمكن أن تودي بحالة المريض حد الموت.. فـ (هيهي) علينا!!

لأنه من المستحيل مع متحور كهذا أن نستعين بضحكات طفولية تعبر عن حالة اتكالية مستعصية التوفر بروشتة (الهيهي) الله يبعده .. و(حوالينا مو علينا).

صحيفة تشرين – زاوية ( قوس قزح )