نارام سرجون:
أيها الاصدقاء:
منذ ما يقرب من 11 عاما ونحن نقاتل سويا .. لم ننم طيلة أحد عشر عاما .. ولم نترك مرابضنا طيلة أحد عشر عاما .. وكنا نسخر من مصطلح استراحة المحارب ونقهقه كلما قرأنا عنه .. وهل للمحاربين استراحات؟؟ بل كيف يكون أحدنا محاربا ويستريح؟؟ المحاربون خلقوا كيلا يستريحوا .. وعندما يستريحون فلأن الحرب انتهت او انهم انتصروا .. أو لأن مقاسات البنادق صارت أكبر من قاماتهم .. وصارت عبئا ثقيلا عليهم ..
اليوم لا أتقدم بطلبي لنيل استراحة المحارب .. فلست أنا من تنهكه المعارك .. ولست أنا من ينال منه التعب فيطلب ان يستريح .. بل سأضطر الى الغياب بقرار مني ولظروف قاهرة .. وهذا القرار مؤقت ولن يبعدني عن الشأن العام لأنني سأعود بمجرد انتهاء الظروف التي اقتضت هذا القرار ..
لا أدري كم سيطول هذا الغياب .. ولكن عيني لا تزالان تحدقان في الافق .. والبندقية في يدي .. وأصبعي على الزناد .. وقلبي لايزال هو ذلك القلب الذي خفق معكم خفقته الاولى .. ولايزال ..
اغفروا لي هذا القرار وهذا الغياب القسري .. وأعدكم أن ينتهي بمجرد ان تنتهي ظروفه .. وأمل ان يكون ذلك قريبا ..
عاشت سورية