جديد 4E

المواطن والخمسون  !

    محمد أحمد خبازي :

يحارُ المواطن فعلًا كيف سيدبّر أموره بـ 50 لترًا من المازوت للتدفئة في الشتاء كله..؟!

فهذه الكمية “الضخمة” لاتكفي الأسرة  ،  سوى لأيام تعد على أصابع اليد الواحدة  !.

وخصوصًا مع غياب البدائل  ، فالتقنين الكهربائي على أشده اليوم  ، ولن يكون بأحسن في الأيام الباردة  ، كما بشّرتنا وزارة الكهرباء مؤخرًا .

والحطب ليس متاحًا  ، فهو غال وسعر الطن منه تجاوز عتبة الـ 750 ألف ليرة  !.

ومصدر في النفط والثروة المعدنية أخبرنا  ، أن توزيع الدفعة الأولى  من مخصصات الأسرة  ، الذي بدأ بالشهر الثامن  ،  يستغرق 4 أشهر  ،  ليبدأ بعدها توزيع الـ  50 لترًا الثانية  أيضًا  ، وحتى اليوم لم تصل نسبة التوزيع إلى 49 بالمئة في معظم المحافظات السورية بسبب شح الكميات الموردة إلى بعض المحافظات  ، وخلل بالتوزيع في بعضها الآخر  !.

وهو ما يعني أن المواطن سيكون مع البرد وجهًا لوجه في الأشهر المقبلة ، إذا لم يستطع تأمين مازوت للتدفئة من السوق السوداء  ، لحماية أسرته من علله  ــ فالبرد كما تعلمون سبب كل علة ــ  وإبعاد أمراضه عن أطفاله .

وللعلم سعر لتر المازوت الحر اليوم 3200 ليرة بالجملة  ، و3500 ليرة بالمفرق  ، ومن المرجح أن يرتفع 1000 ليرة أخرى مع بداية تشرين الثاني و2000 في كانون الأول .

وللعلم أيضًا  ، هو متوافر بشكل عجيب وغريب لمن يرغب ويستطيع الدفع  ، مع  إيصاله للمنزل وبالكميات التي يحددها الزبون  !.

وبالطبع  ، هذا المازوت الحر  ، لم يهبط إلى الأسواق السوداء من علٍ  ، ولم يحلُّ فيها من كوكب آخر  ، بل هو من “خيرات”  بعض أصحاب محطات المحروقات ،  وبعضٌ من المازوت  الزراعي والصناعي الذي لم يصل لمستحقيه الفعليين  !.

وباعتقادنا  ـــ وهو  اعتقاد  ساذج   ــ لو يُضبط هذا المازوت الأسود  ، ويُوزع إلى الأسر السورية  ، لجعل شتاءها صيفًا  ، إذ كانت ستحصل على 500 لتر كحد أدنى بدلًا من 50 كحد أعلى  ، وبزمن قياسي ربما لا يتجاوز أسبوعين.