جديد 4E

السيدة أسماء الأسد تلتقي سيدة الأحلام والإرادة والعزيمة نجلاء برغل..

 

محت أميتها في الخمسين وتخرجت من الجامعة في الثمانين.. وما تزال تحلم

 

السلطة الرابعة – 4e :

تُفتح نوافذ الربيع على قلوب لم يطلها  رماد العمر.. ومهما كان قطار الحياة سريعاً يقف ساكناً أمام رغبة الحياة..

ونشرت صفحة رئاسة الجمهورية تقول : حلم نجلاء بدأ منذ زمن بعيد .. فبعد أن أنجبت وربّت 10 أطفال بقيت متشبثة بأحلامها..  اجتازت اختبارات محو الأمية في عمر الخمسين ثم عادت ونالت شهادتي التعليم الأساسي والثانوي.. ومع اقترابها من الثمانين نالت هذا العام شهادتها الجامعية من قسم المكتبات والمعلومات في جامعة تشرين.. إلا أن حلمها لم يتوقف عند ذلك النجاح وتطمح لمتابعة تعليمها ودراسة الماجستير.

وأوضحت صفحة الرئاسة بأن السيدة أسماء الأسد التقت السيدة نجلاء برغل والتي استطاعت التخرج من الجامعة في آب الماضي  وهي بعمر 79 عاماً وتستمع منها لحكاية طموح استثنائية لا يُسجل العمر في فصولها سوى علامات النجاح، وتتحدث معها عن روح التحدي والعزيمة بداخلها والتي لم يعرف الإحباط واليأس لها طريقاً..

من جهتها الوكالة العربية السورية للأنباء ( سانا ) رصدت لقاء السيدة أسماء الأسد مع السيدة نجلاء التي وصفتها أيضاً بأن اليأس والإحباط لم يعرف لها طريقاً في تجسيد حقيقي لقوة المرأة السورية وتمسكها بإرادة الحياة وتحدي الظروف القاسية.

وقالت الزميلة رشا رسلان في تقرير لها لوكالة سانا من اللاذقية حول هذه المرأة الرائعة بأنها قضت عامين في دورة لمحو الأمية نظمها الاتحاد العام النسائي واظبت عليها نجلاء ( أم هشام ) وهي في سن الـ 52 كانت نقطة البداية لتخطو أولى خطواتها في رحلة طويلة لاكتساب العلوم والمعارف تخللتها محطات من النجاح والفشل ممزوجة بمشاعر الفرح تارة والحزن والخيبة تارة أخرى إلا أنها في كل مرة كانت تعطيها زخما أكبر للاستمرار بحسب ما أوضحت لمراسلة سانا.

وبينت أم هشام أنها اصطحبت شهادة نجاحها في الدورة وامتحانات الصف السادس الابتدائي من منزلها بمنطقة القابون بدمشق بعد أن تهجرت وعائلتها بسبب الارهاب وانتقلوا إلى اللاذقية لتبدأ المشوار من جديد.

رسوب أم هشام لسنتين متتاليتين في امتحانات الشهادة الإعدادية “الصف التاسع” لم يفقدها حماسها وإصرارها على تحقيق حلم أكبر وبالفعل تمكنت من النجاح في المرة الثالثة وقدمت في السنة التي تلتها امتحانات الشهادة الثانوية وحصلت على مجموع يؤهلها لدخول الجامعة قسم المكتبات والمعلومات.. وتقول: “تفرغت بشكل كامل للدراسة والتزمت بالدوام وكنت أركز أثناء شرح المحاضرات وهذا ساعدني في الاستيعاب والحفظ رغم أني كنت بطيئة نسبيا في ذلك فالعمر له حقه”.

وتحدثت أم هشام عن مشاعر الفخر والاعتزاز التي غمرت قلبها عند مناقشة مشروع التخرج والذي حمل عنوان “تطور تكنولوجيا المعلومات والتحول إلى المكتبة الرقمية” وكيف عاد بها الزمن أعواما إلى الوراء.. تقول: “تخيلت نفسي شابة صغيرة أسعى بكل طاقتي لتحقيق طموحي.. واليوم أدعو الشباب إلى المضي قدما في مسيرة العلم والمعرفة لأنها السبيل الأفضل لبناء الإنسان والارتقاء بالوطن”.

حلم نجلاء برغل لم يتوقف عند هذا النجاح وتطمح لمتابعة تعليمها ودراسة الماجستير لأن رحلة العلم والدراسة لا تتوقف عند حد أو سن معينة.

في الواقع إن اهتمام السيدة أسماء الأسد بهذه الحالة النادرة يشير وبوضوح إلى الطموحات الراقية التي تتطلّع إليها السيدة الأولى، والتي تعمل بلا كلل من أجل إظهار ودعم الحالات الإبداعية المميزة في المجتمع السوري لتعزيزها والاقتداء بها.

شكراً جزيلاً من ( السلطة الرابعة ) وبمنتهى التقدير والاحترام للسيدتين الرائعتين .. الأولى .. ونجلاء.