جديد 4E

موز وأشياء أخرى..!

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

يعرف عن الموز أو بانانا – حسب موقع ويب طب – غناه بالسعرات الحرارية ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، وكذلك الطاقة إضافة إلى مقدرته على الوقاية من المشاكل الهضمية والإمساك، وتقوية جهاز المناعة والحفاظ على صحة القلب و الوزن السليم، والأهم من كل ذلك تحسين الحالة النفسية لأنه يساهم بإفراز هرمون السعادة المدعو “سيراتونين”، واحتوائه على الحديد والنحاس والمغنزيوم والبوتاسيوم، ولا أستغرب ما إذا كان يحتوي على الذهب والألماس، ولأنه بكل هذه المواصفات المهمة فقد قامت وزارة حماية المستهلك “الحريصة” كل الحرص على صحة المواطن وسعادته “مشكورة” بتوفيره في صالات “السورية للتجارة” بسعر زهيد جدا “فقط عشرة آلاف ليرة للكيلو الواحد” بحيث بات بإمكان أي مواطن شراء(2كغ) وإسعاد عائلته الكئيبة، ونأمل أن تحذو حذوها باقي مؤسسات الوزارة وتقوم بتوفير السلع الضرورية للمواطنين وخاصة مادة الخبز الضرورية التي بات الحصول عليها معضلة حقيقية بالنسبة للسوريين هذه الأيام..!

وعلى سيرة الموز ثمة جهات أخرى لا تقل عن وزارة حماية المستهلك اهتماما بصحة المواطن ورفاهيته وحرصها على راحته ولاسيما وزارات النقل والكهرباء والنفط _ عين الله تحرسهم – ولكن محافظة دمشق تفوقت على الجميع بحرصها المنقطع النظير على راحة الأموات لا الأحياء..يقول الخبر الذي نقلته صحيفة الوطن ..اطلع السيد محافظ دمشق يرافقه المديرون المعنيون بالمحافظة على الأعمال المنجزة في مقبرة عدرا – بعيد الشر عن قلوبكم – التي تنفذها مؤسسة الإسكان العسكرية، واستمع من المعنيين عن نسب التنفيذ فيها، إضافة لعملية تنفيذ السور الخارجي والبنى التحتية من أرصفة وطرقات وخزانات مياه أرضية وغرف إدارة وخدمة وغرفة مغسل أموات ومظلة انتظار وكذلك أعمال الكهرباء والمياه – الكثير من أحياء دمشق لا تحتوي على هذه الرفاهية مياه وكهرباء-  ولا أستبعد أن يتم تجهيزها بملاعب رياضة ومقاهي نت ومطاعم وأكشاك لبيع الدخان المهرب ومكتبات وأسواق “خير”وشركات سيارات وفنادق سبع نجوم إلخ، فبحسب السيد مدير مكتب دفن الموتى – أبعد الله عنكم كل مكروه – فإن المقبرة “نموذجية” ومجهزة بمختلف المستلزمات والتجهيزات، وأن عدد كبير من القبور جاهزة للدفن وتنطبق عليها مختلف الإجراءات و”الشروط المناسبة”..!

طبعاً يأتي كل ذلك ضمن توجه المحافظة لتأمين مقابر جديدة “للمواطنين” الراغبين بالموت، وقد طمأننا السيد مدير مكتب دفن الموتى “الله يريح بالو ويطمنو” إلى أنه لا يوجد أي متاجرة في المقابر، أي أن الفساد – رغم شكوكي الكبيرة – لم يقترب بعد من المقابر وعالم الأموات..!

مشكورة جهود محافظة دمشق المهتمة بأمور الموت أكثر من أمور الحياة، وحبذا لو اهتمت قليلا بموضوع السكن والايجارات الباهظة الثمن، بحيث إذا استمرت الأحوال على هذه الشاكلة المريعة من الجشع والطمع ورفع الأسعار غير المنضبط فلن يفيدنا أكل الموز ولا الجوز ولا الرمان، ولن تتسع لنا كل مقابرها النموذجية ذات السبع نجوم..!

بقي أن نذكر مرضى السكري “الله يعافيهم – بأن الموز غير مناسب لهم لا نفسيا ولا صحيا، لذلك عليهم الاعتدال بشرائه أو تناوله، كل الأمنيات بأن لا يضطر أحد للاستعانة بخدمات محافظة دمشق “والله من وراء القصد”..!!