يشهد شارع “الشانزليزيه” في العاصمة الفرنسية باريس حدثاً فريداً من نوعه، يتمثّل في إسدال ستائر ضخمة على قوس النصر تكريماً للفنان الراحل “كريستو” وتحقيقاً لرؤيته الفنيّة الّتي لم يستطع إنجازها.
وبحسب موقع بي بي سي، فبدأت عملية التغليف يوم الأحد. وسيغطى هذا النصب التذكاري، في الأيام المقبلة، بنحو 25 ألف نوع من القماش القابل لإعادة التدوير، والمصنوع من مادة البولي بروبيلين باللونين الفضيّ والأزرق.
ويُذكر أن تغطية المعلم التاريخي كانت فكرة الفنان البيئي “كريستو”، وهو من أصل بلغاري، الّذي توفي العام الماضي في منزله في نيويورك عن عمر يناهز 85 سنة.
وفي التفاصيل، فكان “كريستو” مولعاً بتغليف المعالم المشهورة حول العالم بأغلفة نسيجية، وكان يطمح أن ينفّذ ذلك على قوس النصر، الّذي يبلغ ارتفاعه حوالي 50 متراً، منذ أن كان يعيش في شقة بالقرب من المعلم في الستينيات من القرن العشرين.
وتمكّن “كريستو”، خلال حياته، من تحقيق جزء صغير من حلمه، بحيث استخدم هذا النمط من الأقمشة، بمساعدة زوجته “جان كلود”، في تغليف مبنى “الرايخستاغ” في العاصمة الألمانية برلين، كما غلفا جسر “بون نُف” (أي الجسر الجديد) الواقع على نهر السين في باريس.
أما بالنسبة لعملية تغليف قوس النصر، الّذي تمّ بناؤه في القرن التاسع عشر الميلادي بأمر من الإمبراطور “نابليون بونابرت”، فقد نجح “فلاديمير جافاشيف”، وهو ابن أخ “كريستو”، في تحقيق هذا الحلم بالتعاون مع متحف “بومبيدو” والسلطات الفرنسية، بتكلفة تقدر بنحو 14 مليون يورو.
ومن جهته، قال جافاشيف: “نشهد اليوم لحظة من أهم لحظات التغليف، فقد بدأ قوس النصر المغلّف في الظهور واقترب من تحقيق الرؤية الّتي طالما حلم بها كريستو وجان كلود”.
وأشار إلى أنه من المتوقّع أن تنتهي عملية التغليف السبت المقبل، وسوف يستمر حتى الثالث من تشرين الأول المقبل. كما سيبقى المعلم التاريخي متاحاً أمام الزائرين لمشاهدته مغلّفاً لمدة ستة عشر يوماً.