جديد 4E

شهر النكبات..!

عبد الحليم سعود:

يبدو أن التطنيش والتعامي عن هموم المواطن صارا مرضاً رسمياً مزمناً بامتياز، بحيث بات يلزم كل جهة مختصة سماعة أو نظارة طبية كي تسمع وترى ما يحدث في مجالها وتتحرك لمعالجة الخراب الذي يحدث حولها..!

ففي الأيام القليلة الماضية ارتفعت الأسعار ارتفاعا جنونيا لا يستطيع الكثيرون تحمله في الوقت الذي تفاءلنا بأداء مختلف للحكومة العتيدة، ولكن الأمور آخذة بالتفاقم، وليس هناك من يستطيع أن يقنع أحداً أنها ستصبح أفضل مادام كلام الليل يمحوه النهار…..فكل ما يقال عن رقابة تموينية هو مجرد وهم بوهم…تزول اهرامات الجيزة ولا يمكن أن يزول طمع تجارنا وفاسدينا..!

اللافت أيضاً أن أشهر السنة أيضاً قد تحالفت ضد المواطن السوري مع الوزارة التي تزعم حمايته، ودخلت في منافسة حامية الوطيس (للفوز) بقلبه الطيب ولو أدى ذلك لإصابته بالجلطة (لا سمح الله)، فكل شهر يحشد متاعبه ومصاعبه وهمومه في مواجهة هذا المستهلك (المعتر) لسحب ما في جيوبه، وقد استطاع شهر آب الجاري أن يجمع الرصيد الأكبر من المؤهلات لحصد لقب (شهر النكبات)..!!

وفي إنجازاته العظيمة انقطاعات كهرباء طويلة وشبه دائمة أتلفت ما تبقى من مونة الشتاء، وأجواء حارة جداً أذابت الرؤوس والدهون، وشح لمياه الشرب في العديد من المناطق نشط من حركة الصهاريج الجشعة، وارتفاع أسعار أجور النقل والمواصلات كنتيجة لرفع سعر المازوت جعل من السفر أمرا غاية في الصعوبة، ونهاية العطلة الصيفية وتحسرات على ضياعها دون سياحة او اصطياف او سباحة لأغلب السوريين، تنظيم جدول مندلييف لحصص الخبز اليومية ، بدء التحضير لمونة المكدوس مع ارتفاع اسعار الزيت والجوز وشح الغاز، قرب افتتاح المدارس والجامعات وما يترتب عليها  من مصاريف ومستلزمات خرافية..إلخ، وهذا ما دفع بشهر (شباط) الشامت والذي خرج من المنافسة مبكراً بسبب نقص مزمن في عدد أيامه للاحتجاج، في حين استعد شهر أيلول لحمل راية التنغيص والنكد بكل حماسة ولسان حاله يقول: (ستترحمون على كل شهور السنة عندما أحل ضيفا عليكم) ولمن ينتظر فرجا قريبا نهدي هذه الأغنية:

معقولة تُفرج بآب..وتتبدل أحوالي بأيلول

لكن يللي مش معقول ..يخجل تاجر  أو مسؤول ….وعن فسادو يتخلا..!