سورية تطالب سويسرا بإعادة النظر بالسماح لقسد افتتاح ممثلية لها في جنيف
السلطة الرابعة – متابعات :
وجهت وزارة الخارجية والمغتربين مذكرة رسمية إلى وزارة الشؤون الخارجية الاتحادية في الاتحاد السويسري أكدت فيها أن ما يسمى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية التي تم الإعلان عن افتتاح مكتب لها في جنيف مؤخراً هي كيان غير شرعي ويحمل السلاح غير الشرعي ضد الدولة السورية والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها ولا يملك أي شخصية اعتبارية أو صفة قانونية ويتبنى نزعات انفصالية وينشط ضد القوانين السورية الوطنية وضد إرادة شعبها وحكومتها.
وبينت الوزارة في بيانٍ لها أن افتتاح ما يسمى “ممثلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية” لدى الاتحاد السويسري هو تصرف يخالف التزاماته بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فيما يخص مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى واحترام سيادتها واستقلالها إلى جانب ما نصت عليه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية من وجوب احترام سيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وزارة الخارجية التي نشرت البيان على صفحتها، طالبت من خلاله السلطات السويسرية المختصة بإعادة النظر بقرار السماح بافتتاح مثل هذه المكاتب غير الشرعية خاصة أن القائمين على هذا المكتب اعتبروا أن افتتاحه يعتبر بمثابة اعتراف بما يسمى “الإدارة الذاتية” من قبل الدول المضيفة.
وكانت وزارة الخارجية السويسرية في 15 /8 / 2021م قد نفت دعمها افتتاح ممثلية لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية في جنيف.
ووصفت وزارة الخارجية السويسرية ما قالت عنه «الإدارة الذاتية» الانفصالية في التاسع من الشهر الحالي إنه «ممثلية»، بأنها «جمعية»، وذلك وفق ما ينص عليه القانون السويسري، ولا تعد تمثيلاً رسمياً، مضيفة: إن تأسيس الجمعيات في سويسرا يمكن أن يجري بحرية ومن دون ترخيص، حسبما نقلت «الوحدة الدولية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية – SBC».
غير أن «ممثلية» «الإدارة الذاتية» في أوروبا، كانت قد أعلنت في التاسع من الشهر الحالي – مثلما أوردت صحيفة الوطن – عن افتتاح ما سمته «ممثلية» لها في مدينة جنـيف السـويسرية بشكلٍ رسمي، زاعمة أن الهدف منها بناء جـسر من العلاقات بين مكونات شمال سورية وسويسرا حكومةً وشعباً.
وأكد المحامي والباحث في القانون الدولي، نعيم أقبيق، في تصريح لـ«الوطن» حينها، أن فتح أي «ممثلية» لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية في أي مكان بالعالم هو أمر مخالف للقانون الدولي وباطل وملغى وليس له أي مفاعيل أو آثار.
وأوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في كانون الأول عام 1981 إعلان وجوب عدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية لأي دولة بأي شكل من الأشكال، مضيفاً: إنه في فقرة من الإعلان تم الحظر على الدول التي تساعد أي قوة انفصالية بالانفصال عن إقليم الدولة، وواجب الدول الامتناع عن القيام بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتعزيز أو تشجيع أو دعم أنشطة التمرد أو الانفصال داخل دولة أخرى بأي حجة كانت، أو اتخاذ أي تدابير تستهدف تمزيق وحدة دولة أخرى أو تقويض أو تخريب نظامها السياسي.
من جهة ثانية، جددت «الإدارة الذاتية»، في 14 آب الجاري، في بيان دعوتها للمجتمع الدولي إلى التعاون معها للحفاظ على ما سمته «أمن واستقرار المنطقة ومنع عودة تنظيم داعش الإرهابي».
وشدّدت على ضرورة الاستمرار فيما سمته «النضال» حتى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وبراثنه، وإفشال مخططات داعميه الإقليميين وفي مقدمتهم الاحتلال التركي.
وتجاهلت «الإدارة الذاتية» ما يقوم به الاحتلال الأميركي الداعم الرئيس لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» التي تسيطر على تلك «الإدارة» من عملية استثمار في الإرهاب وخاصة المسلحين من تنظيم داعش، وقيامه بنقل المئات منهم من سجون «قسد» في الحسكة، وإعادة تدويرهم وتدريبهم وتأمين الحماية لهم ونشرهم في البادية السورية والعراق لنسف جهود الجيش العربي السوري في بسط الأمن والأمان، وإعادة الوضع في المنطقة إلى المربع الأول.
من جانب آخر أوردت روسيا اليوم في 9 / 8 / 2021م أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أعلنت عن الافتتاح الرسمي، اليوم الاثنين، لممثلية تابعة لها في سويسرا.
وجاء في بيان الإدارة الذاتية:”بعد أن حققت الإدارة الــذاتية لشمال وشرق سوريا انتصارات سياسية وعسكرية وقدّمت تضحيات جمّة في سـبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة فيما يتعلّق بالحرب على الإرهاب المتمثّل بتنظيم داعش، والذي كان للإدارة وقوات سوريا الديمقراطية الدور الأكبر في القضاء على التنظيم المذكور، بات من الضرورة الشروع بفتح ممثليات للإدارة في الدول المـؤثرة على المـلف السـوري، وكان منها ألمانيا وفرنسا، ومن ثمّ السويد ودول البينلوكس”.
وأوضحت الإدارة – حسب روسيا اليوم – في بيانها أن فتح ممثلية للادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مدينة جنيف بسويسرا، لها أهمية بالغة وحضور أساسي في الملف السوري، حيث احتضنت العديد من المؤتمرات المفصلية لوضع خارطة طريق لحلّ الأزمة السورية، ولهذه الغاية شرعنا اليوم بافتتاح ممثلية لنا في مدينة جنـيف بجمهورية الإتحـاد السـويسري”.
وختم البيان: “إننا في ممثلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في اَوروبا نأمل أن تتمكن هذه الممثلية من تطوير العلاقات الدبلوماسية والمجتمعية مع سويسرا حكومة وشعبا ونتمنى أن يدخل هذا الحدث في خدمة الشعبين السويسري والسـوري، وأن تكون الممثلية نقطة إنطلاق جديدة نحو الأفضل لشعوب المنطقة”.
قسد التي لم .. ولن تعتبر على ما يبدو رغم كل ما جرى ويجري حولها ستكون هي الخاسر الأكبر بمثل هذا الشغب اللامجدي، وأمريكا التي ركلت كل عملائها على مدى التاريخ لن تصبر طويلاً على ركلة قسد لتواجه مصيرها الذي تستحقه بنكهة الجيش العربي السوري.