جديد 4E

حديثٌ طائفيٌ جداً…

أخيــل عيـــد :

أنا سُميت مجازاً (أخيل) اسم سرياني عربيٌ قديم ..يعود نسبي الترابي في الأصلاب إلى القاضي محمد ذي الفتايا (300) عام تقريباً حيث نلتقي مع أبناء عمومتنا رمضان و عاقل ومرهج وغيرهم … ثم يعود إلى عم الأمير الحسن بن مكزون السنجاري الذين استوطنوا سنجار بُعيد صفين وكان جدي ممن عاد مع الأشتر عقب ليلة الهرير يوم أحاط به الخوارج أصحاب الجباه السود وقد عرف هؤلاء العائدون تاريخياً بأنهم كانوا (القبضة الحديدية لأهل البيت )

أنا من غسان …غسانيٌ تدل على هذا سحنتي البيضاء وملافظ حروفي ومفرداتي السريانية العربية وأخصها حرف القاف.. وغسان التي وقعت في سحر عليٍ الأخلاقي سيدة الشام وأصلها كانت أُمرت بعيد صفين مع همذان وربيعة بالاستيطان والبقاء هنا وصولاً إلى سهل عامل (لغايةٍ في نفس يعقوب قضاها ) ( قد علم كل أناسٍ مشربهم)

أنا أنتمي معرفياً إلى السيد أبي عبد الله الذي أخبر الناس عن ميراث العارفين وتنقل الأرواح صعوداً وهبوطاً في التزكية والتدسية، وجاوب على الأسئلة الكبرى عن موت الأطفال ومشارب المعرفة وحلول الأثير المنبعث في التراب وورودها الحتمي في مضي العصور وسالف الدهور والأدوار والأعصار مما ينتهي باللاتعصب الأكيد لذلك تراني وأترابي نسمى مجازاً ونعبر في أمكنة افتراضية وننتمي افتراضاً في رحلةٍ خطيرة لا تعترف بالقميص الواحد المحدود الوارث الموروث سوى من اعتصم بعقل وتزكية …وهذه مدرسة العرفان التي يفيض منها كل هذا الشعر وهذه الطيبة في أترابي.

والسيد وتلميذه الكفرسوساني …انطلقوا من دمشق نحو حمص وحلب وأقاموا الدولة الحمدانية التي ما يزال التاريخ يردد صدى أعلامها قبل أن تحيط بهم قطعان المماليك الزعران مجهولي الآباء وتوقع فيهم وصولاً إلى الغزو العثماني البغيض الذي أجلاهم عن مدنهم نحو الجبال وهذا مقطعٌ من كتابٍ يتضمن رسالة الوالي العثماني بعيد الغزو

: (رسالة من قائد أعمال السلطان سليم في إدلب سليمان أيهم :((تنفيذاً لأحكام الفتوى وأمر سعادتك تم قتل كل ما وقع علينا من قرى النصيرية حتى أدغال الجسر وباب النسر ..من شيزر ووادي خالد ولن يكون لهم وجود بعد الآن ولم يبق من النصيرية ولا الصفوية دياراً ولا عاشوراً على أرض السلطان وتركت بقاياهم لتماسيح الغاب ووحوش الجبال)) …فطلب السلطان سليم من هؤلاء الولاة أن يقتلوا هؤلاء الذئاب ثم أقام الانكشاريون حفلات مع أهل الشام وفتحوا لهم بيوتهم وزوجوهم بناتهم والنساء الصغار لخلق جيل جديد يقهر أصلاب التيموريين (الشيعة) ويكون جيل السلطان العثماني فكانت الزيجات في الشام عشرة آلاف واقعة فلا عرب بعد اليوم.)…انتهى الاقتباس

إذاً لا عرب بعد اليوم …ولكن أترابي الذين اعتقد والي السلطان أن الوحوش أكلتهم كانوا أكلوا الوحوش في بعض الأحايين واستوطنوا في عرينها في حصارٍ طويل بعيداً عن السهول الخصيبة ومجاري المياه حيث نشأت حضارتهم العريقة واستجلب مكانهم في أول دفعةٍ ثمانين ألف خيمة من قبائل التركمان ذوي اللحى الحمراء في خطةٍ لتطويق الجبال غرباً وشرقاً ما عرف فيما بعد بالطوق التركي والذي تدل عليه أفعاله الحالية

وعلى مدى أربعمئة عام بالغدر وبالجبر كان يجري العمل على إبادتهم وقتلهم والقصص كثيرة منها القصة التي لطالما رددها جدي على مسمعي عن مائة مائة من الجبل ممن يتزعمون أكثر من عشرة أشخاص دعاهم السلطان بعهد أمان أن يحصلوا على رخصةٍ منه لزعامتهم ثم أعدمهم جميعاً على شاطئ البوسفور وكان يكرر جدي الرقم (مائة مائة) وعندما قرأنا المراجع اتضح أنهم كانوا مائة وست مائة (10600) ثم ألحقها السلطان بحملةٍ وصلت حتى وادي العيون ثم أبيدت على السفوح المستعصية والطرق غير اللاحبة شأنها شأن عشرات الحملات على امتداد أربعة قرون قذرة من الظلام الدامس .

أنا لم أحمل الأحقاد ولن أحملها حين نزلت من الجبل إلى المدن العتيقة التي طبعها العثماني بطابعه الزنيم ولم يورثني أبي وجدي تلك الأحقاد وإن أوصوني بالحذر من طيبتي الموروثة الأثيرية والترابية لذلك أمشي في دروبي المتعثرة حاملاً بيدي بيض صداقتي للأطفال والشعوب والكائنات والأشجار المستغفرة مدركاً أن رحلتي هي رحلة الانسان منذ الهبطة وأن أبناء آدم إخوة وأنهم عابرون للطوائف والمدارس والتراب

هذا أنا ….فمن أنتم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

( أخيل )