جديد 4E

تُصدّر إلى 40 دولة .. وبعضها مهدد بالانقراض : دعوة قرنفليّة بديعة لإقامة حديقة وطنية للنباتات الطبية والعطرية

 

  الساحل السوري صيدلية طبيعية وعلى رفوف أراضيه أكثر من ألف صنف نبات طبي وعطري

 

م. قرنفلة : مردود الكيلو غرام من هذه النباتات يعادل 80 ضعفاً من أي منتج زراعي آخر 

 

السلطة الرابعة – خاص :

حذر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة من أن الإفراط في جمع النباتات البرية من أجل استخدامها في الطب البديل يعرض عدداً متزايداً من الأنواع لخطر الانقراض. حيث تهدد الممارسات والأنشطة البشرية بانقراض خمس النباتات حول العالم ، نظرا لما تسببه هذه الممارسات من تدمير بيئة العيش الخاصة بها، حسبما أفادته دراسة علمية ، فالتنوع الحيوي يدخل في مواجهة مع الاستغلال غير الرشيد للموارد البيئية ومع السلوك غير القويم للبشر حيث يقف التنوع الحيوي أمام كارثة تهدد العديد من الأنواع والنظم البيئية والمصادر الوراثية بالانقراض ما لم تتخذ اجراءات فاعلة لوقف الكارثة وإعادة التلاؤم بين الحياة والبيئة ليعود للتنوع الحيوي حيويته وازدهاره وقابليته للاستمرار..

هذا ما صرح به المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الشؤون الزراعية واضاف :

رغم التطور الذي عرفه الطب الحديث في العالم إلا أن هناك عودة للطبيعة والطب التقليدي المعتمد على مواد الطبيعة وذلك في العالم بأسره ، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن نسبة سكان العالم الذين يعتمدون على الطب التقليدي كأسلوب علاج أساسي تتراوح مابين 65-80% ، ولعل السير نحو استعمال آمن وفعال لهذا النوع من العلاجات عبر التقنين والبحث العلمي وإدماج العلاج الطبيعي وممارسيه داخل المنظومات الصحية بشكل يضمن معايير جودة عالمي يعتبر خيار ضروري خاصة خلال الفترة الراهنة التي يتعرض فيها القطر لحصار اقتصادي يشكل ضغطا على الصناعات الدوائية ويرفع من تكاليف انتاجها .

وقال قرنفلة : في أثناء ندوة دولية حول الطب التقليدي لدول آسيا اكدت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السابقة السيدة مارغريت شان (على أن أساليب الطب التقليدي أو التكميلي التي تتميز بجودة وفعالية عالية والتي يمكن استعمالها دون مخاطر تساهم في إتاحة الخدمات الصحية لجميع المواطنين بما أنها تبقى الأقرب لهم، بفضل سهولة الوصول إليها وتكاليفها المعقولة والرخيصة في الكثير من الأحيان . كما أنها مقبولة ثقافيا لما يمنحها الافراد من ثقة، في الوقت الذي أصبحت تكاليف الطب الحديث تشكل عائقا كبيرا ، خاصة مع تزايد نسب الأمراض المزمنة ، يبقى الطب التقليدي من بين الحلول الممكنة لمواجهتها . وحديثا هناك تطور لا يمكن إخفاؤه للطب الطبيعي الذي كان قد عرف ركودا وتدهورا مع تطور الطب الحديث والعقاقير الكيماوية واستعادة لمكانة الأعشاب الطبية والعلاجات التقليدية )

 

حديقة وطنية للنباتات الطبية والعطرية  :

وحول ضرورة وجود حديقة وطنية للنباتات الطبية والعطرية الطبيعية قال المهندس قرنفلة :

حرائق الغابات ، الزحف العمراني ، خلل في عمليات جمعها ، وعوامل عديدة باقية تهدد بانقراض طيف واسع من مكونات  أهم كنز وطني من كنوز البلاد الزراعية المتمثل بالنباتات الطبية والعطرية ولا سيما غير المزروع منها والذي ينمو طبيعيا في بيئات البلاد ، وهذا يقتضي دعم اجراءات وزارة الزراعة  من خلال اقامة حديقة وطنية للنباتات الطبية والعطرية اسوة بما هو موجود في دول العالم المتطورة . تهدف الى حفظ الانواع النباتية واكثارها ونشر ثقافة استخدامها في الطب البديل او العلاج الطبيعي نظرا لمخاطر الاستخدام العشوائي حيث تسجل السلطات الطبية حالات من التسمم ومضاعفات ناتجة عن الاستهلاك الخاطئ لبعض النباتات . اضافة الى دور الحديقة الوطنية بتشجيع الاساليب العلمية في زراعة وجمع وتحضير النباتات الطبية والعطرية لتشكل رافدا اقتصاديا للبلاد . فالنباتات الطبية والعطرية نباتات تصديرية حيث يتجاوز مردود زراعة هكتار بالزعتر مبلغ 2530 دولاراً  ، أما المليسة فيبلغ مردود زراعة الهكتار منها 2340  دولاراً  ومردود هكتار الميرمية  يحقق 1750 دولاراً  ، و مردود الهكتار الواحد من اليانسون بحدود 600 دولار أميركي كريع صاف للمزارع . هذا ما اثبتته دراسات البحوث العلمية الزراعية في سوريا . ويبلغ ثمن طن الزهور الواحد 2500 يورو .‏

وقال قرنفلة :

ان الحديقة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية تربط حاضر الامة بتاريخها فالعرب أول من أسس مذاخر الأدوية ( صيدليات ) في بغداد ، وهم أول من استخدم الكحول لإذابة المواد غير القابلة للذوبان في الماء ، وأول من استخدم السنامكي والكافور والقرنفل وحبة البركة في العلاج  .وقد نبغ كل من الدينوري  وابن العوام وابن الرومية وابن الصوري وابن السراج في علوم النبات والصيدلة  وقدماء المصريين أول من استخدم زيت الحلبة لإزالة تجاعيد الوجه ، وزيت الخروع لعلاج الإمساك ، ودهانا للشعر ، وأول من استخدم الخشخاش لعلاج التهاب الأمعاء ، وتسكين الآلام ، والنعناع والمر لعلاج القروح والالتهابات الجلدية والاضطرابات المعوية وقشر الرمان لطرد الديدان والحنظل لعلاج الإسهال وطرد الديدان .

 

كما حظيت النباتات الطبية والعطرية بقيمة كبيرة لدى الفراعنة فكانوا يستعملونها في التحضيرات الخاصة بتحنيط الموتى وتعطير قبورهم ، وبعد 2888سنة لا تزال رائحة الخزامى تفوح من قبر Toutankhamoun.

وتعتبر المواد الفاعلة المستخلصة من النباتات الطبية البرية والبستانية  من اهم مصادر العقاقير الطبية الى جانب المواد الكيميائية المصنعة والتي تدخل في تركيب العقاقير الطبية  وتتميز العقاقير المستخلصة من النباتات بعدم وجود آثار جانبية ضارة لها كما للعقاقير المركبة من مستحضرات كيميائية ، وقد  أوصت المؤتمرات الدولية بالعودة إلى الطبيعة أي إلى النباتات الطبية والاهتمام بها بصفتها مصدر آمن لصناعة الأدوية اضافة الى دورها في تحسين سلسلة القيمة

فما هي النباتات الطبية والعطرية ؟؟؟؟

النبات الطبي :

ويوضح المهندس قرنفلة أن اصطلاح النبات الطبي يطلق على كل نبـات لـه تأثير فسيولوجي علـى جـسم الإنـسان أو الحيوان ويستخدم في العـلاج ، أي أنه يؤثر علـى أداء الأعـضاء في جـسم الإنـسان أو الحيوان سـواء كـان تأثيره منـشط أو مثـبط ، أو لـه تأثير علـى الكائنـات الحيـة التي تتطفـل علـى جـسم الإنـسان ً أو الحيوان خارجيا أو داخليا إما بالتنشيط أو التثبيط أو القتـل أو الطـرد مثـل النباتـات التي تـستخدم لقتـل البكتريا أو الفطريات أو الديدان أو الحشرات أو الأميبا أو غير ذلك.

وهناك نباتات لا تملك مفعول دوائي و لكن لها اهمية في علم العقاقير ( الملونات النباتية الطبيعية – المنكهات النباتية – الالياف الطبيعية)

النبات العطري :

ويطلق اصطلاح نبات عطري على أي نبات يحتـوي علـى زيت عطـري فـي أي جـزء مـن أجـزائه ، ولهـذه النباتـات العطرية وزيوتها استخدامات عديدة فـي صـناعة العطـور ومستحـضرات التجميل وفـى صـناعة الأدوية وحفظ اللحوم وفى صناعة المنظفات الصناعية وغير ذلك .

بيئة الساحل السوري صيدلية طبيعية

ويقول قرنفلة : يتوفر في سوريا تنوعا مناخيا وبيئيا داعما للتنوع النباتي ولنمو النباتات الطبية والعطرية بشكل تلقائي اضافة الى امكانية زراعة عدد كبير منها . حيث تشير العديد من المصادر العلمية الى وجود أكثر من ألف نوع من النباتات الطبية تزرع في سورية التي تعتبر من اقدم الدول التي استخدمت النباتات الطبية في الطب الشعبي , ويعد سوق البزورية في دمشق من أقدم الأسواق التي سوقت النباتات الطبية واستخداماتها شعبياً في معالجة الأمراض .‏

وتضم النباتات الطبية الموجودة في سورية نباتات تستعمل أوراقها طبياً وعطرياً مثل الريحان والنعناع ونباتات تستعمل أزهارها مثل البابونج والنرجس وأخرى تستعمل بذورها وثمارها مثل اليانسون  والكمون وفول الصويا ونباتات تستعمل جذورها مثل العرقسوس.

والساحل السوري من اهم المناطق التي تنمو فيها النباتات الطبية والعطرية طبيعيا لأن فترة الضوء خلال النهار والظروف البيئية التي تساعد على انتاج زيوت بنسبة اكبر من أي منطقة في حوض البحر الابيض المتوسط واهم النباتات الطبية والعطرية الموجود بالساحل السوري والتي تنمو طبيعيا في الغابات والجبال والوديان وعلى اطراف مجاري الانهار نجد الزعتر البري بنوعيه الخليلي والسوري واكليل الجبل والزوفا والبابونج والأجاف وكيس الراعي والبنفسج والمليسة والجرجير والهندباء والحلاب والخلة والخزامي والقريص وحشيشة الدينار وحشيشة السعال وحشيشة القلب والختمية والخبيزة والخردل والخروع والخشخاش والزعفران والشمرة والطيون والقبار والمردكوش والميرمية والشوفان وعرق السوس ‏ ولهذه النباتات فوائد جمة حيث يستخدم الكثير منها في صناعة الأدوية‏.

أهداف الحديقة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية :

وعن الاهداف التي يمكن ان تحققها الحديقة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية قال  قرنفلة :

إضافة الى دورها في حفظ التنوع الحيوي السوري والحفاظ على الانواع النباتية المختلفة، تعمل الحديقة على الاهتمام بالبحث العلمي وتشكيل فرق  عمل من أساتذة في الطب والصيدلة  وعلم النبات وطلبة وأطباء ،

وتوجيه البحث حول فعالية النباتات الطبية و الأعراض الجانبية والسمية لبعض النباتات، وهذا يقتضي وجود مختبر خاص بالنباتات الطبية لتطوير استعمالاتها محليا اقتداء بدول أخرى عرفت ثورة في البحث العلمي حول علم النبات الطبي دعما للطب البديل والشمولي وإنشاء دفيئة للتمكن من احتواء نباتات مستوردة ونباتات ذات شروط مناخية خاصة، واعداد لوائح بالأدوية المستخلصة من الأعشاب الطبية ذات الاستعمال التقليدي الشعبي وتهيئة مكتبة خاصة بكتب علم النبات والعلاج بالنباتات والزيوت العطرية ومحاولة إدماج المؤلفات الطبية العربية القديمة حول الأعشاب الطبية اضافة الى  إنشاء معشبة ومتحف للنباتات الطبية والعطرية ضمن مكونات الحديقة، وعقد  مؤتمرات علمية وورشات عمل حول الأعشاب الطبية لفائدة ورفع مستوى وعي المجتمع بأهمية النباتات الطبية المتواجدة بالبلاد ومسؤولية الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي وضرورة استهلاكها استهلاكا آمنا. ومن المرجح ان يكون  للحديقة النباتية دورا  ثقافيا وسياحيا . والمساهمة في تصنيع الحبوب النباتية وتكاثرها وزرع الأعشاب الطبية وإعادة التشجير

اضافة الى المحافظة على التنوع البيولوجي عبر: زرع الأصناف التي لا يمكن حفظ بذورها في بنوك البذور، وتطوير بنوك جينية للحفاظ على الموارد المهددة بالانقراض

كنز هائل يجب استثماره بشكل أمثل :

كما اكد المهندس قرنفلة على ان الدراسات تثبت أن تقطير النباتات الطبية واستخلاص الزيوت منها ذو مردود اقتصادي مرتفع

حيث يصل سعر ليتر زيت الزعتر الخليلي إلى /500/ الف ليرة ويحتاج من /300 الى 500/ كيلوغرام من النباتات المجففة بينما يتراوح سعر ليتر زيت الوردة الشامية بين مليون ومليون وخمسمائة الف ليرة ويحتاج إلى/1.5/ طن من الورد .‏ وزراعة النباتات الطبية  تحتاج الى تكاليف مادية بسيطة لكونها لا تتطلب أسمدة أو مبيدات حشرية بكميات كبيرة ومعظمها ينمو طبيعيا في مناطق وبيئات مختلفة من البلاد .

هذه المعطيات تؤكد أهمية تشجيع زراعة النباتات الطبية واستثمارها عن طريق إقامة معامل متخصصة والتعريف بالنباتات الطبية السورية في بعض الدول العالمية وجمع البري منها جمعاً صحيحاً وتجفيفها ضمن الشروط الصحية لضمان الاستفادة الكاملة من موادها الفعالة وتحسين نوعية النباتات الطبية المستخدمة في التصنيع ووضع شروط  لشراء هذه النباتات بما يساهم في خلق فرص عمل حقيقية لمزارعي وجامعي ومشجعي ومصدري النباتات الطبية في سورية بحيث تشكل مصدراً هاماً من مصادر القطع الأجنبي للقطر.

واخيرا اكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة أن التوسع في تصدير النبتات الطبية والعطرية يتطلب منا أن نرتقي بالنبات الطبي والعطري لينسجم مع الشروط المطلوبة في دساتير الادوية العالمية .

ولتقدير جودة النباتات الخام و العقاقير النباتية يؤخذ بعين الاعتبار :

  • اصدار شهادة تحليل للمواد الخام النباتية وشهادة بالمنتج النهائي .
  • تقدير مدى فعالية النباتات الطبية
  • تقدير مدى التلوث بالبكتيريا للنباتات الخام والعقاقير النباتية

استخدام تقنيات التحليل المختلفة لتقدير المحتوى الكيميائي للأنواع المختلفة من النباتات حيث يتميز كلا منها بمحتوى كيميائي يختلف عن الانواع الاخرى حتى ولو كانت تابعة لنفس الجنس.