جديد 4E

يا حلوة العينين

 

سميح القاسم * :

عيناك! وارتعش الضياء بسحر أجمل مقلتينْ

وتلفّتَ الدربُ السعيد، مُخدّرًا من سكرتينْ

وتبرّجَ الأُفُقُ الوضيء لعيد مولد نجمتينْ

والطَّير أسكتها الذهول، وقد صدحتِ بخطوتينْ

والوردُ مال على الطريق يودّ تقبيل اليدينْ

وفراشةٌ تاهت إلى خديكِ، أحلى وردتينْ

ثم انثنَتْ للنور في عينين لا في كوكبينْ

ونُحَيْلةٌ همْتْ لتمتصَّ الشذى من زهرتينْ

رحماك! ردّيها ولا تقضي بموتي مرتينْ

فأنا، أنا دوّامةٌ جُنّت ببحرٍ من لُجينْ

أصبحتُ، مذ نادى بعينيك السبيل كما ترينْ

سُكْرٌ غريب الخمر منكِ اجتاحني قلبًا وعينْ

ماذا؟ أحُلمًا ما أرى أم واقعًا، أم بين بينْ

يا طلّة الأسحار قلبي ذاب في غمّازتينْ

وثوى هنالك ناسكًا، ما حمّلَ المعبودَ دَينْ

يا حلوة العينين، إنكار الهوى زورٌ، ومَيْنْ

فتشجّعي وبقبلةٍ صغرى أبيعك قبلتينْ

وتشجّعي والحبّ يخلقُ هيكلًا من هيكلينْ

إن تعطِني عيناكِ ميعادًا ألمّ الفرقدينْ

أيكون من حظي لقاءٌ يا ترى؟ ومتى؟ وأين؟

*سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، رئيس التحرير الفخري لصحيفة كل العرب، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة فلسطينية في مدينة الزرقاء بتاريخ 11 مايو 1939 حيث عَمِل والده في قوّة حدود شرق الأردن في ذلك الحين؛ عادت عائلته إلى الرامة سنة 1941، وتعلّم في مدارس الرامة الجليليَّة ( 1945-1953)، والناصرة (1953-1957). علّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.  وتعلّم في مدارس الرامة الجليليَّة والناصرة

توفي الشاعر الفلسطيني سميح القاسم في 19 آب 2014م

 

التعريف عن ويكيبيديا