محمد الفراتي *
ذاك نهر الفرات فاحب القصيدا من جلال الخلود معنى فريدا
ذاك نهر الفرات ما إن له ند على الأرض إن طلبت نــــــديدا
باسماً للحياة عن سلسبيل كلمــــــــا ذقته طلبت الـــــــــمزيدا
جرعة منه في قرارة كأس تترك المرء في الحياة سعيـــــــدا
نحن قتلاه في الهوى وقديماً شفّ آباءنا وأصبى الجـــــــدودا
يعكس الدوح في الأصيل عليه أينما شمت ظلّه الممــــــدودا
وعلى الدوح للبلابل شدو هجن الشعر لحنه والـــــــــــنشيدا
يا جناناً على الفرات هي الخلـد لمن رام في الجنان خلـــودا
أنا لولاك ما طلبت لنفسي رغم بؤسي الحياة عمراًمــــــديدا
يا ليالي بالفرات استنيري وانفحي بالجمال هذا الــــــوجودا
قد شهدنا عرس الطبيعة لما أن لمحنا لواءك المعـــــــــقودا
منظر رائع يريك جلال اللــــــــه في مسرح الحياة فريــــدا
إيه يا بلبل الفرات ترنم فوق شطآنه وحي الــــــــــــــورودا
وتنقل على الغصون مدلا واملأ الأفق في الصباح نشـــــيدا
أنت مثلي وكم عهدتك في الدو ح طروباً بل شادياً غريــــدا
حي عني الأحرار في كل شعب ناهض للعلا وحي الجهودا
—————–
*محمد الفراتي، شاعر كبير ومترجم وفيلسوف وفلكي ورسام ومناضل وطني، ولد في دير الزور عام 1880 ودرس في مدارسها ثم أكمل دراسته في حلب ثم سافر إلى القاهرة وأكمل دراسته في الأزهر الشريف، شارك في الثورة العربية الكبرى عام 1916 ثم في ثورة سعد زغلول في مصر عام 1919، وناضل ضد الاستعمار الإنكليزي والفرنسي مما اضطره إلى مغادره دير الزور في أواخر عام 1925 إلى العراق هرباً من ملاحقة السلطات الفرنسية حيث عمل مدرساً للغة العربية في بغداد، سافر بعدها إلى البحرين ومصر وإيران والسعودية إلى ان استقر به المطاف في مدينته دير الزور حيث وافته المنية في 17 حزيران عام 1978.
( التعريف عن ويكيبيديا )