جديد 4E

درعُ الوطن

 

 

علي محمود جديد

لا يستطيع أي مستثمر.. ولا أي مشروعٍ استثماري، ولا حتى أي اقتصاد أن ينهض وينتعش إن لم يكن محاطاً بدرعٍ من الأمن والاستقرار يمنحه الطمأنينة وضمان السير بخطا واثقة على طريقٍ آمنٍ خالٍ من الألغام وحتى من المطبات القاسية.

هذه واحدة من تفاصيل عقائد جيشنا العربي السوري العظيم الذي لم يكل ولم يمل على مدى السنين، ولاسيما خلال السنوات العشر الأخيرة، دفاعاً وهجوماً وبسالة وتضحيات لإسباغ هذه الطمأنينة، ليس على الاقتصاد ومنعشيه فقط.. وإنما على الجميع بلا استثناء ليكون بالنتيجة درع الوطن الذي يحافظ على كيانه وسلامته واستقلاله، وبالتالي على أمنه وأمانه واطمئنان شعبه، ولولا هذه النتائج لا يمكن لأي بلد أن يتابع مسيرة بنائه ولا خطاه على دروب التنمية.

إن أعظم استثمار للبلاد هو قوة الجيش، مهما بدت تلك القوة مكلفة، لأنها بالنهاية هي السبيل لضمان عناصر القوة الأخرى التي يجب على البلاد أن تتحلى بها لتغدو قوية باقتصادها وتعليمها وعمرانها وطبها وعدالتها، وإبداع أبنائها بمختلف المجالات، والعدو يدرك ذلك جيداً، ولهذا رأينا جميعاً كيف أن أذرعته التي صنّعها وصقلها جيداً على شكل مجموعات إرهابية مسلّحة، استقتلت من أجل إنهاك الجيش والقضاء عليه، فكان هو الهدف الأول والأثمن ومن بعده كل شيء يمكن أن يحميه هذا الجيش يصير سهل المنال، وذلك لخلق نوعٍ من الإحباط عنده وإضعاف همته.

غير أن هذا كله لم يفدهم شيئاً، ولم يصدّق الأعداء وأذرعتهم المجرمة أن الجيش العربي السوري يحمل من العقائد وضروب الإيمان بوطنه ما يجعله مندفعاً بلا تردد لمقاتلتهم بقوة وعزيمة لا تلين، وبذل أغلى التضحيات وأعظمها دفاعاً عن الوطن والحفاظ عليه وعلى شعبه ومصالحه، فتمادوا وخرّبوا ودمّروا وقتلوا وشرّدوا ولكنهم بالنهاية هُزِموا على وقع صلابة وقوة وعزيمة هذا الجيش الأسطوري العظيم، الذي بوجوده نضمن بكل تأكيد أننا مُحصّنون بالأمان والطمأنينة، وأن اقتصادنا وإن تراجع وتباطأ بفعل تخريبهم وإجرامهم إنما هو على المسار الصحيح .. وفي الطريق السليم الذي لا بدّ أن يصل إلى غاياته وأهدافه بأن يغدو قوياً وقادراً على استيعاب الجميع وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم ورفاهيتهم رغم كل المصاعب والآلام التي نواجهها اليوم بسبب أولئك الأعداء الذين تخلوا على طبائع البشر ليتوحّشوا ويعيثوا في الأرض فساداً وكثيراً من الخراب والدمار.

الآمال قادمة .. وجمال الأيام آتٍ لا محالة ما دام هذا الجيش العظيم برجاله وعتاده قوي العزيمة قادراً على المقاومة والمواجهة وعلى تحقيق النصر المؤزر.

 

تحية إليكم يا حماة الديار والوطن.. الحب لكم يا حراس الفجر.. الحب والمجد لكم.. لرجالكم المدافعين عن تراب الوطن وعزته وازدهاره.. ولشهدائكم وجرحاكم الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم كي نحيا ويحيى الوطن..

 

صحيفة الثورة – زاوية ( على الملأ ) في 1 آب / أغسطس 2021 م