جديد 4E

ذهول في أوروبا من فيضانات غير مسبوقة أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 150 شخصاً منهم 130 في ألمانيا

 

السلطة الرابعة – متابعات :

تسابق فرق الانقاذ الزمن من أجل العثور على ناجين من الفيضانات التي عاثت خراباً ودماراً في أوروبا الغربية، حيث قتلت أكثر من 150 شخصاً.

ولا يزال المئات في عداد المفقودين بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة غير المسبوقة في حدوث فيضانات جارفة في ألمانيا وبلجيكا.

وقالت ( بي بي سي ) أن الأمطار الغزيرة ضربت أيضاً سويسرا ولوكسمبورغ وهولندا، التي أعلن رئيس الوزراء فيها مارك روته عن كارثة وطنية في إحدى المقاطعات الجنوبية.

وألقى القادة الأوروبيون باللائمة في ظروف الطقس السيئة على التغير المناخي.

ويقول الخبراء إن ظاهرة الاحتباس الحراري تزيد من احتمال هطول أمطار غزيرة. وقد زادت درجة الحرارة عالميا بنحو 1.2 درجة مئوية، منذ بداية العصر الصناعي.

وفي ألمانيا، التي زادت فيها حصيلة القتلى عن 100 قتيل، قال الرئيس الألماني فرانك- والتر شتاينماير إنه “مذهول” من حجم الدمار قبيل زيارة من المقرر أن يقوم بها اليوم لإحدى المناطق المتضررة من الفيضانات.

وقال شتاينماير في مؤتمر صحفي: “تركت الكارثة أثرها على مناطق بأكملها. الكثيرون فقدوا ما بنوه طوال حياتهم”.

من جهتها وكالة ( DW ) الألمانية ذكرت اليوم ( السبت ) بأن الفيضانات تسببت في غرب ألمانيا في مقتل حوالي 130 شخصا، والعدد مرشح للارتفاع مع وجود أكثر من ألف مفقود. وفيما تكافح السلطات في عمليات الإغاثة، وصف المسؤولون الوضع بأنه “مأساة”.

وبعد تفقده للمناطق المتضررة جراء الفيضانات التي ضربت غرب ألمانيا، قال الرئيس فرانك فالتر شتاينماير إن مكافحة تغير المناخ أمر ضروري لمواجهة الظروف الجوية القاسية. وكان شتاينماير قد دعا إلى استمرار تقديم المساعدة لضحايا كارثة الفيضانات. وقال إن “الاستعداد لتقديم الدعم يجب أن يستمر سواء على النطاق الكبير أو الصغير”.

 

من جانب آخر بدأت الشرطة الألمانية عملية بحث جديدة عن ضحايا آخرين للفيضانات باستخدام مروحيات، في أنحاء يصعب الوصول إليها في منطقة ارفايلر بولاية راينلاند بفالتس، غربي البلاد. وذكرت الشرطة الألمانية في مدينة كوبلنتس أنه سيتم تقسيم المنطقة إلى قطاعات، مع أخذ صور جوية، مشيرة إلى أن قوات الشرطة ستقوم بعد ذلك بالبحث في القطاعات بشكل منهجي.

ومن المنتظر إتمام أعمال البحث بحلول مساء غد الأحد. وأضافت الشرطة أنه سيتم البت في أعمال بحث أخرى في وقت لاحق.

وذكرت الوكالة الألمانية أن المركز الوطني البلجيكي أعلن ارتفاع عدد وفيات الفيضانات والأمطار الغزيرة إلى 24، فيما بدأت الدولة الصغيرة في تقييم الأضرار الكاملة التي لحقت بها في الأيام الأخيرة. وقال المركز الوطني الحكومي في بيان على الإنترنت: “للأسف، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذا الرقم سيزداد مرة أخرى في الساعات والأيام القادمة”.

وأضاف المركز أن عمال الطوارئ يواصلون جهود الإنقاذ على الأرض، ولكن في مقاطعة لييج التي تضررت بشدة، “انتهت عملياً” عمليات البحث. وتابع البيان أن مستوى المياه في نهر ميوس، الذي أصبح مرتفعا بشكل خطير في العديد من المواقع مما أدى إلى عمليات إخلاء في وسط مدينة لييغ، على سبيل المثال، ينخفض الآن ببطء.

إخلاء منطقة في غرب ألمانيا بعد انهيار سد

 

وفي تغطية مستمرة للوكالة الألمانية ذكرت أنه تم إجلاء سكان بلدة أوبهوفن من منازلهم بعد انهيار سد في منطقة هاينزبرغ، غربي ألمانيا. وظل الوضع متوترا حتى وقت مبكر من صباح اليوم السبت، بحسب بيان صادر عن البلدة القريبة من الحدود الهولندية.

ولم يتضح بعد حجم الضرر الناجم عن انهيار السد على نهر رور الذي يتدفق من ألمانيا عبر هولندا وبلجيكا. وتوقع عمدة مدينة فاسنبرج، مارسيل ماورر، في تصريحات لإذاعة غرب ألمانيا أن إغلاق بوابات التحكم في تدفق المياه على الجانب الهولندي قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه.

وبحسب مسؤولين في فاسنبرغ، لم تحدث رغم ذلك أي مشكلات خلال الليل وكانت مستويات المياه مستقرة.

وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت إن الوفيات جراء الفيضانات التي وقعت في منطقة أهرفيلير، في ولاية راينلاند ـ بفالس بغربي البلاد، ارتفعت إلى 90 شخصا، بعد أن سجلت أمس 63 حالة وفاة.

وأوضحت الشرطة أن هناك مخاوف من ارتفاع حصيلة الوفيات، مشيرة إلى تلقي  تقارير عن إصابة 618 شخصا.

وهذه أسوأ كارثة طبيعية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. وتجاوز عدد القتلى لحد الآن 130 شخصا، وهو رقم مرشح للارتفاع بسب وجود المئات في عداد المفقودين.

وبالعودة إلى ( بي بي سي ) فقد أوضحت أن ظروف الطقس السيئة يوم أمس الجمعة أعاقت جهود فرق الانقاد في ألمانيا، الأمر الذي ترك أقارب المفقودين في ترقب قلق لمعرفة أخبارهم.

وقد تعطلت شبكات الهاتف وتضررت الطرق بشكل كبير وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف منزل.

وكانت ولايات شمال الراين-ويستفاليا و راينلاند- بالاتينيت وسارلاند الأسوأ تضرراً من الأمطار.

وفي مقاطعة أرفيلر بولاية راينلاند- بالاتينيت، قال مسؤولون إن حوالي 1,300 شخص كانوا ما يزالون في عداد المفقودين الجمعة- لكنهم أضافوا بأن هذا الرقم “يتناقص كل ساعة”.

 

وقال مواطن في قرية شولد بمقاطعة أرفيلر لوكالة فرانس برس إن الفيضانات جرفت السيارات وهدمت المنازل في مشهد شبهه بـ “ساحة حرب”.

وأبلغ روجر ليفنتز، وزير الداخلية في ولاية راينلاند- بالاتينيت، وسائل إعلام محلية أن حصيلة القتلى سترتفع على الأرجح. وقال: “عندما لا تسمع من أشخاص لفترة طويلة… عليك أن تتخوف من حدوث الأسوأ”.

وفي بلجيكا، أُرسل الجيش إلى أربع مقاطعات من مقاطعات البلاد العشرة للمساعدة في جهود الانقاذ والإخلاء. وقد أعلن رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، يوم 20 يوليو/ تموز يوما للحداد العام في البلاد.

ونقلت بي بي سي قوله : إن الفيضانات- التي أودت بحياة 20 شخصاً على الأقل في بلجيكا- قد تكون “الأكثر كارثية في تاريخ البلاد”.

وقد اُرسل عمال إنقاذ من فرنسا وإيطاليا والنمسا إلى مدينة لييج، حيث تم إخلاء السكان إثر وقوع فيضانات مفاجئة.

وفي غضون ذلك، فر الآلاف من منازلهم في مقاطعة لمبورغ في هولندا مع اجتياح المياه التي ارتفع منسوبها للمدن واختراقها لأحد السدود.

لكن المياه تشهد تراجعاً وانحساراً في مدينة ماستريخت الجنوبية والبلدات القريبة منها، حيث تمكن السكان من العودة إلى منازلهم الجمعة.

وفي سويسرا، ارتفع منسوب المياه بشكل كبير في البحيرات والأنهار عقب هطول أمطار غزيرة. وغمر النهر الذي يمر في العاصمة السويسرية بيرن ضفافه أمس الجمعة.

وفاضت مياه بحيرة لوسيرن في شوارع المدينة وأبلغ الناس في مدينة بازل بالابتعاد عن نهر الراين.

رأي العلماء

يقول محلل شؤون البيئة في بي بي سي روجر هارابين إن العلماء كانوا يتنبأون منذ سنوات بأن الأمطار وموجات الحر الصيفية ستصبح أكثر شدة بسبب التغير المناخي الناجم عن أفعال البشر.

وينقل عن هانا كلوك، أستاذة الهيدرولوجيا في جامعة ريدنغ، قولها إن “الوفيات والدمار في عموم أوروبا نتيجة للفيضانات تعد مأساة كان من الممكن تجنبها.”

وتضيف كلوك قائلة: “إن حقيقة تعرض أجزاء أخرى من نصف الكرة الأرضية الشمالي حالياً لموجات حر غير مسبوقة وحرائق يجب أن تكون إشارة تذكير لنا بمدى الخطورة التي يمكن أن يصبح عليها الطقس في عالم أشد حرارة.”

ويضيف هارابين بأن العلماء يقولون إنه يتعين على الحكومات أن تخفض من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تغذي هذه الأحداث السيئة، وأن تستعد لمواجهة أحوال جوية أشد قساوة.

 

إعداد :