جديد 4E

لن نبدد الظلام .. ولكن ربما نضيء جزءا من المكان .. شجون مهنية .. أين جهينة من الخبر اليقين؟!

 

حسين صقر

عند جهينة الخبر اليقين، ولكن ماذا لو تأخرت جهينة بالجواب ..؟ أو أوصدت بابها أمام السائل ..؟ أو حتى حصرت أجوبة التساؤلات والاستفسارات فيها ..؟ عندها لا جواب على سؤال سيأتي في موعده، أو ربما يأتي متأخراً، وهنا لن ينطبق عليه المثل القائل: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي! لأن تأخر بعض الأجوبة عن موعدها، لا يفيد بشيء، حيث عجلة الزمن تتقدم بسرعة فائقة.

ما دفع لهذه المقدمة، حزمة الهموم المهنية التي نعانيها كصحفيين، من أجل الحصول على المعلومة، لأسئلة كثيرة تدور في خلد وذات المواطن الذي ينتظر على أحر من الجمر توضيحاً حول مشكلة أو قضية ما، فيما يخص خدماته، ووظيفته، ومواصلاته وكيفية الحصول على راتبه وترفيعاته، وتوزيع أبنائه في المدارس والجامعات، وتثبيته في عمله، وتعديل وضعه الوظيفي، وتحسين ظروفه المادية، وكثير من الأسئلة التي لا أجوبة حاضرة وسريعة عليها، بل جميعها سيخضع للتمحيص والتدقيق والتجميل، وأحياناً التهرب من لب الموضوع.

وهنا لا أقصد وزارة بعينها، وليس كل الوزارات مقصودة بهذا الكلام، ولكن الغالبية منها، في وقت يتعاون فيها البعض الآخر، ولكنه رغم ذلك يحصر صلة التواصل بالمكتب الصحفي، بعد تقديم الأسئلة والمحاور للدراسة، وبعد فترة يأتي الجواب، في الوقت الذي يمنع فيه أي مفصل من الإدلاء بأي تصريح، مع أن التوجيهات في هذا المضمار واضحة ولا لبس فيها، وهي “تسهيل مهمة حامل هذه البطاقة”، أي الصحفي، لنفاجأ أن عدم التعاون لا يقتصر على عدم تسهيل المهمة وحسب، ولكن هناك أشخاص لا يردون على الاتصال، حتى لو أرسلت لهم رسالة، وعرفت عن نفسك بأنك الصحفي فلان عبر رسالة نصية أو ما شابه، وذلك كي لا تترك لهذا المسؤول أو ذاك، حجة أنه لا يرد على أرقام غريبة.

الصحفي المتابع لعمله، والذي يدفعه ضميره المهني لمتابعة شؤون وشجون وهموم المواطنين، لن يبدد الظلام بالكلمة أو المادة التي يقدمها، لكنه قد يضيء جزءاً من المكان، ويوفر جزءاً من النور عبر شمعة الكلمة تلك، وهذه الشمعة لن تقدم الغاية المرجوة منها، إذا جاءتها الرياح من كل حدب وصوب، إذ هي بحاجة للاحتضان والحماية، والمداراة كي تبقى مضيئة.

ولهذا نحن بدورنا نبث شجوننا ومعاناتنا لوزاراتنا ومديرياتنا الموقرة والتي هي أيضاً حريصة كل الحرص على توفير الرعاية لمتطلبات المواطن والاهتمام بمعاناته، والبحث في طرق ووسائل حلها، ولهذا نرجو أن يصل صوتنا لتذليل معوقات العمل، حتى يؤدي كل منا ما هو مطلوب منه بسرعة وإتقان، ومعنويات عالية.

تلك المعاناة لا تقتصر على تأخر الأجوبة وحصرها بجهة واحدة، بل يعانيها الصحفي على الطريق في الوصول إلى عمله، مع تقديره الكامل للظروف الأمنية التي يمر بها وطننا الغالي، في وقت هو بحاجة كغيره للوصول إلى عمله وإنجاز مهمته بأقصى سرعة، وذلك من خلال تسهيل الجهات المسؤولة والمختصة مروره على الطرق والحواجز، وكذلك تقديم ومد يد العون له في محطات الوقود وغيرها من المؤسسات، كي يكون قادراً على تقديم المطلوب منه بأقل قدرٍ من العناء، حيث فاقد الشيء لا يعطيه، ومن لا يستطيع مساعدة ذاته، فبالضرورة سيكون عاجزاً عن مساعدة الآخرين، خاصة وأنه إذا أردت أن تطاع، أطلب المستطاع، ولهذا نرجو أن يلقى صوتنا الصدى.