جديد 4E

في ذكرى العدوان الصهيوني على لبنان .. تحية لمن لبسوا العمائم ونجحوا في اختبار الوعي والإرادة حيث فشل الكثيرون

 

محمود أحمد علي *

تمر اليوم ذكرى بداية العدوان البربري الصهيوني الجوي والبري والبحري على لبنان الذي تلا عملية‫ ” الوعد الصادق”، والذي حاول من خلاله الصهاينة كسر شوكة المقاومة، وتدمير بنيتها التحتية ولاحقا استكمال العدوان نحو الهدف الذي حددته امريكا عبر وزيرة خارجيتها “رايس” الا وهو الشرق الأوسط الجديد.

أثبت  عملية ‫”الوعد الصادق” صوابية نهج المقاومة ودقة خياراتها وان شوكة المقاومة اصلب من ان تكسر او تحنى وان اقدار المنطقة لا يصنعها الامريكيون او الصهاينة بل قبضات رجال آمنوا بالله وبحتمية الانتصار.

يتساءل الكثيرون لماذا نجح “‫حزب الله ” حيث فشل العرب – التقدميين والرجعيين ، العلمانيين والمتدينين – في إيجاد حل ناجح وناجع لمسألة الصراع مع العدو الصهيوني ولماذا تحولت المقاومة إلى كابوس حقيقي يدهم أحلام النوم واليقظة للقادة الصهاينة.

لهؤلاء أقول : لأنه المنظمة (الكيان الإداري ) الوحيدة من بين المنظمات والكيانات والأحزاب والدول التي صاغت عقيدتها السياسية وعقيدتها العسكرية استناد للمفهوم العلمي لمنطق الصراع .

‏ فحددت بدقة العدو، وهدف وطبيعة الحرب المقبلة معه ومن هم حلفاء العدو وأجابت بشكل صحيح على الأسئلة التي يفرضها الصراع وطبيعته من حيث أي قوات مسلحة نحتاج لخوض الحرب، كيف يتم تجهيزها بالسلاح وكيف يتم تدريبها، كيف سيتم إعداد السكان والاقتصاد والأرض لخوض الحرب مع العدو..؟؟

ومتى امتلكت أو نجحت كيانات أكبر في صياغة واعتماد ‫عقيدة الصراع المناسبة مع العدو الصهيوني تصبح مسألة إزالة الكيان الغاصب وتحرير فلسطين مسألة وقت قصير جداً.

‏ نأمل أن تنتقل عدوى التفكير العلمي وصياغة ‫العقيدة العسكرية المناسبة للصراع سريعا إلى بقية الكيانات العربية ( دول – منظمات – أحزاب).

‏ختاما احيي من لبسوا العمائم و نجحوا في اختبار الوعي والإرادة حيث فشل الكثير من أصحاب المواقع والمراكز والمراتب العلمية والسياسية.

 

*عميد ركن طيار متقاعد