جديد 4E

مجلس الأمن يمدد (آلية إدخال مساعدات إنسانية) إلى سورية.. صباغ : الآلية مسيّسة .. بوتين وبايدن يقدران إيجابياً هذا التنسيق

 

السلطة الرابعة – متابعات :

تبنى مجلس الأمن الدولي اليوم بالإجماع قراراً بتمديد (آلية إدخال مساعدات إنسانية) إلى سورية من خلال معبر حدودي واحد ولمدة ستة أشهر.

وذكرت وكالة سانا أن المجلس اعتمد مشروع القرار حول إدخال المساعدات إلى سورية عبر (معبر باب الهوى) وتمديد مفاعيل القرار رقم 2533 لعام 2020 لمدة ستة أشهر على أن يتم التمديد لاحقاً لستة أشهر أخرى تنتهي في العاشر من تموز 2022 بناء على تقرير للأمين العام للأمم المتحدة حول شفافية العملية والتقدم في إيصال المساعدات من الداخل.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ عقب التصويت على مشروع القرار إن وفدي روسيا والصين ووفوداً أخرى بذلت جهوداً من أجل تسليط الضوء على جوانب مهمة تخدم هدف تحسين الوضع الإنساني وإيصال المساعدات إلى محتاجيها من داخل سورية وهو ما ينسجم مع مبادئ العمل في الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ ودعم جهود سورية في مواجهة وباء كورونا وانعكاساته على شتى مناحي الحياة ورفع الإجراءات القسرية الانفرادية والتأكيد على أن الأنشطة الإنسانية أوسع نطاقاً من مجرد تلبية الاحتياجات الإغاثية الطارئة للمتضررين وينبغي أن تشمل دعم الخدمات الأساسية من خلال مشاريع المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم والمأوى والإنعاش المبكر التي يحتاجها السوريون والتي من شأنها المساعدة في توفير البيئة المناسبة لعودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم والنازحين داخلياً إلى منازلهم.

من جانب آخر ذكر الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، أكدا خلال اتصال بينهما الجمعة أنهما يقدران إيجابيا التنسيق بين البلدين حول قضية نقل المساعدات إلى سوريا.

وأفاد الكرملين، في بيان – حسب روسيا اليوم – بأن بوتين وبايدن بحثا خلال المكالمة تطورات الأوضاع في سوريا بالتركيز على الجوانب الإنسانية للملف.

وفي هذا السياق “أعطى كلا الجانبين تقديرا إيجابيا لتنسيق الجهود بين روسيا والولايات المتحدة حول هذه القضية بما في ذلك في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

كما ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أجرى الجمعة اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حيث أشادا بالعمل المشترك الذي أدى إلى الاتفاق حول نقل المساعدات إلى سوريا.

وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن “الرئيس بايدن تحدث اليوم مع الرئيس بوتين حيث أشاد الرئيسان بالعمل المشترك لفريقيهما في أعقاب القمة الأمريكية الروسية الذي أدى إلى الإجماع على استئناف نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، خلال مؤتمر صحفي، أن الاتصال الهاتفي بين بايدن وبوتين استمر حوالي ساعة.

وصادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار أعدته روسيا والولايات المتحدة وإيرلندا والنرويج حول مهمة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.

وتم التوصل إلى الاتفاق في أعقاب أول قمة بين بوتين وبايدن عقدت في مدينة جنيف السويسرية يوم 16 يونيو.

 

الدول الغربية ركزت جهودها فقط على تمديد هذه الآلية التي تخدم أجنداتها مؤكدة مجدداً عدم مبالاتها بمعاناة الشعب السوري

 

وبالعودة إلى تصريحات صباغ فقد أشار – حسب سانا – إلى أنه في المقابل ركزت الدول الغربية جهودها فقط على تمديد هذه الآلية التي تخدم أجنداتها مؤكدة مجدداً عدم مبالاتها بمعاناة الشعب السوري ومواصلتها استهداف سورية من خلال هذه الآلية والإصرار على انتهاك سيادتها ومحاصرة شعبها لافتاً إلى أن مبالغة بعض الدول في توصيف (آلية إدخال المساعدات) بأنها (شريان منقذ للحياة) تضليل هدفه التلاعب بمشاعر الرأي العام وابتزاز عواطفه.

وبيّن صباغ أن الجولات الاستعراضية التي قام بها ممثلو بعض الدول الغربية إلى المناطق المجاورة لمعبر باب الهوى تؤكد انحياز تلك الدول وتجاهلها معاناة ملايين السوريين في مختلف المحافظات نتيجة الإجراءات القسرية الانفرادية التي تفرضها، وصمتها المشبوه عن استخدام النظام التركي المياه سلاح حرب ضد المدنيين فضلاً عن استمرار قوات الاحتلال الأمريكي والتركي بنهب الثروات السورية.

وشدد صباغ على موقف سورية المبدئي الثابت الرافض لهذه الآلية المسيسة لما تمثله من انتهاك لسيادتها ووحدة أراضيها وللعيوب الجسيمة التي شابت عملها من غياب للشفافية والمصداقية والمهنية في الرقابة والتوزيع والفشل في ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وليس إلى التنظيمات الإرهابية علاوة على ما تحققه هذه الآلية للنظام التركي من مكاسب مالية ودعم لسيطرة تنظيم جبهة النصرة المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية على إدلب.

 

سورية مستمرة في تلبية الاحتياجات الإنسانية لمواطنيها وتوفير الدعم لمحتاجيه للتخفيف من الانعكاسات السلبية التي خلفتها الحرب الإرهابية

 

وأكد صباغ أن سورية مستمرة في تلبية الاحتياجات الإنسانية لمواطنيها وتوفير الدعم لمحتاجيه للتخفيف من الانعكاسات السلبية التي خلفتها الحرب الإرهابية وستواصل تقديم الدعم والتسهيلات لوكالات الأمم المتحدة والشركاء الوطنيين والدوليين في العمل الإنساني لضمان وصول المساعدات إلى محتاجيها في جميع أنحاء البلاد مشدداً على أن الارتقاء بالوضع الإنساني يقتضي التعاون الإيجابي والبناء مع الحكومة السورية انطلاقاً من مركز العمل الإنساني في دمشق وبعيداً عن محاولات الضغط والابتزاز وتكرار اللاءات والإملاءات.

وأعرب صباغ عن أسف سورية لعدم تشاور ما يسمى (حاملي القلم الإنساني إيرلندا والنرويج) معها بخصوص مشروع القرار وتغييب وجهة نظرها لكونها البلد المعني بهذه العملية الأمر الذي يمثل إخلالاً من الدولتين بالتزاماتهما والمسؤوليات الملقاة على عاتقهما بصفتهما عضوين في مجلس الأمن وحاملين لهذا القلم.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى قراره رقم 2165 الذي أجاز للقوافل الإنسانية المتوجهة إلى سورية بعبور الحدود في 14 تموز 2014 وأكدت سورية بعد تبني المجلس للقرار أن الجانب الإنساني يشكل أحد أهم جوانب الأزمة فيها وأنها اعتمدت آليات ومبادرات جديدة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها كما رحبت بكل الجهود السابقة لمساعدتها في تخفيف هذا العبء الإنساني عن شعبها مشددة على أن جميع الإجراءات مهما كانت كبيرة فستبقى تجميلية وقاصرة عن أداء المطلوب إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء معاناة الشعب السوري والمتمثلة بالإرهاب إضافة إلى معالجة الآثار السلبية التي يتكبّدها المواطن السوري جراء الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الحكومات الراعية للإرهاب على الشعب السوري.

من جانه اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إقرار مجلس الأمن الدولي مشروع قرار روسيا أمريكيا مشتركا حول إرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بأنه لحظة تاريخية.

وذكرت روسيا اليوم أن نيبينزيا قال خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الجمعة، إنه تم خلاله إقرار تمديد مهمة إرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا: “نحضر اليوم لحظة تاريخية حيث تمكنت روسيا والولايات المتحدة لأول مرة من التوصل إلى اتفاق بل عرض نص مشترك دعمه جميع زملائنا في مجلس الأمن”.

وأضاف نيبينزيا: “نأمل في أن يصبح هذا السيناريو منعطفا تستفيد منه سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بل العالم بأسره”.

وأشار المندوب الروسي إلى أن هذا القرار يشدد لأول مرة على تطوير عمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر حدود التماس، موضحا: “أعطى أعضاء مجلس الأمن بالتالي الضوء الأخضر لاستكمال الآلية العابرة للحدود بشكل تدريجي ومن ثم استبدالها من خلال استخدام خطوط التماس”.

وقالت روسيا اليوم إن الوثيقة تنص على تمديد عمل معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية لـ12 شهرا إضافيا شريطة أن يعرض الأمين العام للأمم المتحدة بعد مرور 6 أشهر تقريرا حول عمل آلية نقل المساعدات الإنسانية.

وكان من المقرر أن ينقضي أجل تفويض المجلس الأمن الدولي للعملية طويلة الأمد لنقل المساعدات إلى سوريا اليوم السبت.

وتعتبر روسيا أن هذه الآلية عفا عليها الزمن وأن استمرار استخدامها ينتهك سيادة سوريا، داعية إلى وقف العملية واللجوء إلى نقل المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية وعبر الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.

وأكدت روسيا مرارا ضرورة التخلي عن هذه الآلية ونقل المساعدات عبر السلطات في دمشق لضمان وصول كل سكان البلاد إليها وليس فقط المقيمين في أراضي سيطرة التشكيلات المسلحة.

 

إعـــــداد :