جديد 4E

سباق الوزارات..”يارايح كتر ملايح”

عبد الحليم سعود

يبدو أن وزارات ” تصريف الأعمال” لدينا قد دخلت في سباق محموم فيما بينها للحصول على لقب الوزارة “الأملح” – من الملح – على مبدأ “يارايح كتر ملح”، فما إن انتهى ضجيج قصة “الأشباه” في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بقرار “التجميد” ، حتى بادرتنا وزارة الكهرباء بقصة لا تقل عنها ضجة، حيث قررت دون سابق إنذار”صيانة” بعض المحطات الحرارية المهمة في عز الصيف، حيث الطلب على الطاقة الكهربائية في ذروته القصوى، ما يعني أن فترات تقنين قياسية بانتظارنا “كتمرين آخر على العيش في الجحيم”، ولكن ليس هذا مهما، بل المهم والخطير أن قرار “التجميد” الذي اتخذته وزارة حماية المستهلك، سيلقى مصير “مؤونة” الكثير من العائلات السورية التي فسدت في الثلاجات المتوقفة عن العمل في الأيام الماضية بسبب الانقطاع الطويل للكهرباء..!

السباق المحموم لم يقتصر على الوزارتين المذكورتين بل دخلت إليه بقوة وزارة الصحة عبر رفع أسعار الأدوية المصنعة محليا مرة جديدة – بمقدار ثلاثين في المئة – وهي التي ضاعفت أسعار أدويتها عشرات المرات خلال سنوات الحرب – والحجة أنها لن تستطيع الاستمرار بصناعة الأدوية في ظل الأسعار الحالية – ونطمئن المعنيين في الوزارة بأن أدويتكم ستكسد في المستودعات لأن المرضى لن يحتاجوا إليها لأنهم غير قادرين على شرائها أصلاً ؟!

أما وزارة المالية، الأكثر شهرة وضجيجا في السنوات الماضية، بسبب نشاط وتصريحات الوزير السابق، فقد سجلت بصمة خاصة لها من خلال إقرار مشروع الضريبة على البيوع العقارية، لتدخل المواطنين اللاهثين خلف السكن في أزمة أخرى لا أحد يعلم كيف ومتى تنتهي، حيث باتت أسعار العقارات في سورية عموما وفي العاصمة بشكل خاص تنتمي إلى عالم الخيال العلمي والأرقام الفلكية إذا ما قارناها بقدرة المواطن الشرائية..في حين شاطرتها وزارة الصناعة برفع أسعار مواد البناء ليصبح بناء منزل متواضع حلماً بعيد المنال عن كثير من المواطنين الذين فقدوا بيوتهم في الحرب ونالت منهم سياط المؤجرين الذين تحول معظمهم إلى “شايلوك” رسمي لا يعرف الرحمة..؟!

وبما أننا جئنا على ذكر قدرة المواطن الشرائية المتواضعة جداً فكل الوزارات دخلت السباق لخنقها “عفواً” لخنقه، واتخذت قرارا جماعياً بتعليمه أصول الدبكة والرقص والغناء على إيقاع هستيريا الأسعار، وكل الخشية أن تدخل وزارات أخرى هذا السباق ولا سيما وزارة الموارد المائية، بحيث تفاجئنا بصيانة الينابيع ومحطات الضخ التابعة لها في هذا الصيف الحار “بعض الأرياف ولا سيما في الساحل السوري مقطوعة من المياه حاليا وسعر الصهريج 25 ألف ليرة سورية” ..وعندها صدقوني ومن غير يمين “لحتى نكيّف ونصيّف ونشرب مياه البحر المالحة” ونحن نغني بكل فرح وابتهاج وسعادة “سكابا يادموع العين سكابا..ضيعنا المي ولقينا السرابا”.. نسينا المي وشبعنا خطابا؟!