أحمد هيجر :
يذكر أحدهم حادثة جرت معه حينما كان تلميذا بالمدرسة الثانوية.. ونظرا لما وجدت فيها من الحكمة والفائدة آثرت أن أنشرها لقرائي الأعزاء :
يقول ذلك الرجل في مذكراته :
حينما كنت تلميذا بالثانوية كنت لا أكف عن معاكسة المدرسين واغراء بقية التلاميذ بمضايقتهم..
ولم يكن الموجه التربوي يجرؤ على طردي.. لأن أبي كان عضوا في مجلس الشعب..
ولم تنجح كل الوسائل التي لجأ اليها المدرسون لتأديبي.. فقد كان العقاب يزيدني معاكسة لهم..
وحدث أن عينتْ ادارة المدرسة مدرسا جديدا.. وحدثه الموجه بأمري.. فما كاد ينتهي من درسه الأول في فصلنا حتى طلب مني مقابلته في مكتبه..
وهناك أجلسني بجانبه في عطف ورقة لم أعهدهما في مدرس سابق ثم قال لي :
علمت أن التلاميذ في فصلك لا يحترمون مدرسيهم ولا يحافظون على النظام.. وقد توسمت فيك لأول وهلة أنك تلميذ ذكي تعرف كيف تعينني على ادارة الفصل والمحافظة على النظام.. ولذلك قررت أن تعاونني بهذه المهمة..
وسرعان ما تحمست للفكرة وعزمت على تنفيذها..
وبذلك استطاع ذلك المدرس أن يغير سلوكي ويتفادى معاكستي ومعاكسة غيري من التلاميذ..
ومنذ ذلك الحين تعلمت درسا لن أنساه.. فكلما أردت أن أقنع شخصا بتنفيذ مشروع.. أشركته فيه..!!