علي محمود جديد
ما زلتُ أشعر أنني ذلك الفتى المشبع بالأحلام والطموحات الداخل لتوّهِ – منذ أربعين عاماً – إلى هذا العالم الجميل الذي أعشقه .. عالم الصحافة .. فها هي أحلامي البديعة بألوانها الزاهية تكلل طريقي، ولم أستطع أن أستفيق منها .. ولا أريد .. فهي لا تؤثر على الواقع الذي أعيشه وليست بديلاً عنه ولكنها تمدّه بالروعة والنشوة .. وكثير من الانتعاش.
وها هي طموحاتي لا تهدأ ولن تكترث بشيءٍ في طريقها، ولا حتى بقرار إنهاء خدماتي لبلوغي السن القانوني الذي استلمته منذ أيام، فالطموحات التي ترتدي ثياباً مزركشة بالآمال، لا تقفُ عند زمانٍ ولا أعمار، فلها معانيها الأسمى، وأبعادها الأجلّ، وهي حرة مطلقة لا تقبل القيد، فأي زمانٍ وأيّ عمرٍ من الأعمار يستطيع أن يوقف طموحي بأن أناصر مظلوماً ..؟ أو يحدّ من أملي بأن أنتزع حقاً لصاحبه ..؟ أو على الأقل أن أكون داعماً لذلك الحق.
من يستطيع أن يحدّ من طموحاتي وآمالي وسعيي نحو خير الناس، والعمل لتحقيق آمالهم ؟.. العملُ على الأقل .. ومن يدري ..؟ فقد أستطيع.
بين يديّ ويد كل صحفي سلاح ماضٍ رائع وحضاري، وقادر على الكثير من التغيير، وفقط علينا أن نحسن استخدامه، فالكلمة يمكن أن تفعل الكثير.
يقول لقمان الحكيم: ( إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها ).
هذا دستور حياة عن سلاحنا ( الكلمة ) التي لا ترتبط بإدارةٍ ولا بزمانٍ ولا أعمار، فكلمتي – سواء كانت حجراً أم جمراً .. وسواء كانت حلوة أم مريرة، أو منثورة في مزارع القلوب – هي مستمرة ما دمتُ على قيدِ الوجود.
وكي لا أتوقف عن رمي الكلمات حجراً أم جمراً، ونثرها في مزارع القلوب، وكي لا تهدأ في نفسي الآمال والطموحات، أسّستُ هذا الموقع الجميل ( السلطة الرابعة ) مع أصدقاء أعزاء وأوفياء، والذي أحبه كثيراً وسيكون – بل لقد صار – منطلقاً للكلمة التي لا مكابح لها سوى الضمير.
مع أنني مستمر معكم ( وعلى الملأ ) في صحيفة الثورة حالياً على الأقل .. ولكن خندق الإطلاق والمنطلق صار هنا .. في السلطة الرابعة .. التي أرجو أن تكون القاعدة القادرة على تحقيق تلك الآمال والطموحات المتجددة بكل أمانة .. وبلا توقف .