جديد 4E

خليفاوي : التكافل الاجتماعي قيمة متأصلة في مجتمعنا .. وأفضل أنواعه تعليم الصيد وليس إعطاء السمكة .. والخلاّق لفرص جديدة بإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة

 

مديرة القضايا الأسرية في الهيئة السورية لشؤون الأسرة: التكافل الاجتماعي خفف أعباء كثيرة عن الحكومة خلال الحرب

 

السلطة الرابعة – حسين صقر :

التكافل المعيشي، والعلمي والأخلاقي والحضاري، والتكافل الاجتماعي، يعني التزام مجموعة من الأفراد وتعاونهم في سبيل تقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين والجهات المختلفة، والذين لا يستطيعون تأمين مستلزماتهم بمفردهم لسبب خارج عن إرادتهم، وهذا من شأنه أن يجعل كل فرد في مجتمعه يشعر بالمسؤولية تجاه الآخرين، ويشعر بقيمة دوره في تقديم المساعدة لكل من يحتاجها، وعندها سيعرف أنّه كما يتمتع بحقوق، فهو مُطالَب بواجبات تجاه أبناء المجتمع.

وما تمر به سورية نتيجة الحرب العدوانية التي شنتها عليها الدول الداعمة للإرهاب، وضع المواطنين في ظروف تستدعي تعزيز التكافل الاجتماعي وتدعيمه أكثر من أي وقت مضى، علماً بأنه من الضروري تطوير هذه الثقافة في الظروف المختلفة سلماً كانت أم حرباً.

وخلال اتصال هاتفي قالت مديرة القضايا الأسرية في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتورة رنا خليفاوي: إن التكافل الاجتماعي هو قيمة من القيم الاجتماعية الموجودة بقوة في مجتمعنا السوري، ليس لأنه مرتبط بالحروب أو الأزمات، وإنما باعتباره موجود تاريخياً.

ومن المعروف أن المجتمع السوري هو مجتمع متكافئ اجتماعياً، وأن قيم التكافل فيه عالية جداً، لكن من الطبيعي حسب رأي خليفاوي أن يختلف بالأزمات والحروب والكوارث، ومن هذا المنطلق فإن الوضع المعيشي الصعب يزيد من أشكال التكافل والإحساس بالآخر، وأن الحرب العدوانية التي شنت على سورية والعقوبات أحادية الجانب الجائرة المفروضة عليها أدت إلى تدني المستوى المعيشي للأسف، وحصل ارتفاع كبير بأسعار السلع، ما أدى لزيادة التكافل بين الأفراد، وكانت هناك مبادرات إنسانية شهدناها، عبر توزيع المعونات والسلل الغذائية.

وأضافت خليفاوي لهذه الأسباب أيضاً نشطت الجمعيات الخيرية بتوزيع المساعدات المختلفة سواء النقدية منها أو العينية على الأسر المحتاجة، كما شهدنا مبادرات قام فيها المجتمع نفسه، والتي خففت من حاجة المجتمع، وهو ما شهدناه أيضاً أثناء جائحة كورونا.

إذ لاحظنا جميعا كيف أن المجتمع خلق مبادرته واستجاب لحاجة افراد المجتمع المتجددة، وتضامن الناس مع بعضهم البعض، وشهدنا توزيع اسطوانات الأوكسجين والكمامات والأدوية، وكيف تبرع هؤلاء ومنحوا وقتهم وجهودهم، بالمقابل كان هناك أطباء متفرغون للرد على أسئلة المرضى ونصحهم، وهو ما خفف عن المؤسسات الحكومية أعباء كثيرة.

وأشارت خليفاوي أنه عندما يكون المجتمع المحلي نشطاً نرى التجاوب الواضح مع احتياجاته، منوهة بأن كل ذلك يعطي صورة مشرقة عن التكافل.

ونوهت مديرة القضايا الأسرية بالإضافة لما تم ذكره أن هناك من تبرع ويتبرع لتدريس أطفال وشباب في المدارس والجامعات، وهناك من يقدم الدروس المجانية، أثناء العام الدراسي ووقت الصيف، وهناك من يعلِّم المهن المختلفة دون مقابل، والهدف بالنتيجة حماية كرامة الناس وتحقيق احتياجاتهم وكفايتهم بعيداً عن إذلالهم، لأن التكافل ليس سلة غذائية ونقوداً فقط.

وأشارت خليفاوي إلى أن أفضل أنواع التكافل تعليم الصيد وليس إعطاء السمكة، وهو ما يدخل في مبادئ العون والإغاثة التي تربينا عليها.

وقالت: إن دور القطاع الخاص لاشك مهم في هذا الجانب ويلقى على عاتقه مسؤولية اجتماعية كجميع دول العالم مثلما حال المتقدمة منها، لأن القطاع الخاص بشركاته ومؤسساته وبنوكه، ورجال الأعمال الأثرياء لهم دور حيوي في خدمة المجتمع.

كما تحدثت خليفاوي عن دور المراكز الطبية الخيرة وتقديم المستشفيات العون للفقراء والمحتاجين، وإقامة مراكز الرعاية ودور العجزة التي لها دور كبير بتأهيل الشباب ببرامج عمل تدريبية من خلال الشركات والمؤسسات والبنوك، والبرامج التدريبية التي تنتهي بالتوظيف، أو البرامج التي تساعد الشاب على شق طريقه.

وختمت خليفاوي حديثها بالقول: إن التكافل يخلق فرصاً جديدة عبر إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة أو متناهية الصغر، فكل ذلك يساعد بتقليل نسبة البطالة ويساهم بإيجاد فرص عمل، وإحياء المهن التي كادت تندثر نتيجة بعض الظروف كالهجرة وغيرها.