جديد 4E

ما بنا لا نبالي .. ونحب الحياة ..؟

 

السلطة الرابعة – وصال عبد الواحد
لم أعد مهتمّةً بكل ما حصل وسيحصل في هذا العالم، للدرجة التي سأتمنى بها ألا يطلب مني أحدكم، أن أّبدي رأيي بنشرات الأخبار المحلية منها أو حتى العالمية، ولا وجهة نظري تجاه ذاك الحزب أو ذلك الرجل المسؤول، كما أنني أصبحت لا أملك أي جدال أخوضه مع أحدٍ حول أيّ شيءٍ كان، لأنني على ما يبدو لم أعد آبهة !! وكلّ ذلك على الأغلب سببه ارتفاع هرمونات اللامبالاة عندي مؤخّراً.
فماذا لو افترضنا جدلاً بارتفاع هرمونات اللامبالاة عند الأغلبية؟ لكم أن تتخيلوا كما شئتم لأنني أعتقد أيضاً بأنّ جزءاً من مخيلتي قد تعطّل وهي الآن غير قادرة على أن تسعفني ولو بمشهدٍ مهما كان صغيراً.
حقيقةً لم أعد آبه لكل هذا الهراء الذي يعيشه هذا العالم الذي أصبح مليئاً بكمٍ هائلٍ من الموتى والوليدين والأحياء. من الآن فصاعداً كلّ هذا العالم لا يهمّني، وإنني أبسط من كل هذا وأضعف من أن أحمل قضية عالم كامل حلّه الأوسط دائماً الموت والفقر!!؟
لن أخوض في مسألة الموت، لأنها النتيجة المحسومة والمتفق عليها من قبل الجميع. ولكن يمكن لي أن أسهب ولو قليلاً في المسألة الأخرى، حيث أشارت العديد من الإحصائيات أنّ أكثر من 80% من الشعب السوري بات يعيش تحت خطّ الفقر اليوم!
فما هو خطّ الفقر؟
خط الفقر الدولي محدّد عند مبلغ 1.90 دولار للشخص الواحد في اليوم، بحسب البنك الدولي، وهو الجهة المخوّلة بتحديده.
ويعبّر خط الفقر عن أدنى مستوى من الدخل يحتاج إليه المرء أو الأسرة، حتى يكون بالإمكان توفير مستوى معيشة ملائم في بلد ما.
وجميعنا يعلم حول موضوع القوة الشرائية وهي بشكل موجز قدرة الأفراد على الاستهلاك وسدّ احتياجاتهم، حيث ترتبط القدرة الشرائية للمواطنين بسعر صرف العملة ومعدّل التضخم في البلاد، فكلما ارتفع معدّل التضخم، قلّت عدد السلع والخدمات التي يمكن أن تشتريها الوحدة النقدية من العملة.
هذه الصورة المأساوية للمشهد الاقتصادي الذي يعيشه السوريون بسبب العقوبات التي يفرضها المجتمع الغربي ضدّ هذا الشعب الذي عانى ما عاناه خلال سنوات الحرب بالإضافة إلى ضعف الإدارة الاقتصادية الحكومية، متمثّلة بالعديد من القرارات والخطوات والإجراءات التي تكاد لا تسمن ولا تغني من جوع.
لعلّ هرمونات اللامبالاة في حدودها الدنيا عند الأغلبية العظمى، ولن تجدي معها آلية العلاج المستخدمة منذ سنوات والقائمة على التبرير والشرح وخلق الأعذار، إنها بحاجة إلى دواء وحيد وفعّال ومحلي كي لا يلمّح لنا أحدهم بأنّ العقوبات والحصار سيحولان دون إمكانية الحصول عليه! نعم الدواء هو العمل الدؤوب والمستمر والذي سيبدأ من عمليات إصلاحية شاملة تقودها شخصيات اقتصادية واجتماعية وثقافية فذّة، وأن يكون ولاءهم ومحبتّهم لسورية الوطن الجميل الذي تلقّى ضرباته الموجعة من قبل طامعي وفاسدي الداخل، والساعين دوماً لتحقيق مصالحهم والتي دائماً ما تعلو فوق الوطن وحبّ الوطن.

سنبقى نحبّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً ولكننا لم نعد نطيق الموت والخوف والألم. إننا نحن الوطن ولا نريد أن نخسر أنفسنا من أجل هذا العالم الذي لم يعد يأبه لموتنا أبداً.
نعم .. إنه تناقض يشبهنا .. لانبالي .. ونحب الحياة .. فما الحل ..؟!