سعيـــد عقـل :
قرأتُ مجدَكِ في قلبي وفي الكُتُبِ
شَآمُ، ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
***
إذا على بَرَدَى حَوْرٌ تأهَّل بي
أحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
***
أيّامَ عاصِمَةُ الدّنيا هُنَا رَبطَتْ
بِعَزمَتَي أُمَويٍّ عَزْمَةَ الحِقَبِ
***
نادتْ فَهَبَّ إلى هِندٍ وأندلُسٍ
كَغوطةٍ مِن شَبا المُرَّانِ والقُضُبِ
***
خلَّتْ على قِمَمِ التّارِيخِ طابَعَها
وعلّمَتْ أنّهُ بالفتْكَةِ العَجَبِ
***
وإنما الشعرُ شرطُ الفتكةِ ارتُجلَت
على العُلا وتَمَلَّتْ رِفعَةَ القِبَبِ
***
هذي لها النصرُ لا أبهى، فلا هُزمت
وإن تهَدّدها دَهرٌ منَ النُوَبِ
***
والانتصارُ لعَالي الرّأسِ مُنْحَتِمٌ
حُلواً كما المَوتُ، جئتَ المَوتَ لم تَهَبِ
***
شآمُ أرضَ الشّهاماتِ التي اصْطَبَغَتْ
بِعَنْدَمِيٍّ تَمَتْهُ الشّمْسُ مُنسَكِبِ
***
ذكّرتكِ الخمسَ والعشرينَ ثورتها
ذاكَ النفيرُ إلى الدّنيا أنِ اضْطَرِبي
***
فُكِّي الحديدَ يواعِدْكِ الأُلى جَبَهوا
لدولةِ السّيفِ سَيفاً في القِتالِ رَبِي
***
وخلَّفُوا قَاسيوناً للأنامِ غَداً
طُوراً كَسِيناءَ ذاتِ اللّوحِ والغلَبِ
***
شآمُ… لفظُ الشآمِ اهتَزَّ في خَلَدي
كما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
***
أنزلتُ حُبَّكِ في آهِي فشدَّدَها
ططَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَرَبِي