جديد 4E

روح المرحلة القادمة

 

أحمد ضوا

لم يختلف أحد على اعتبار الانتخابات الرئاسية حدث مهم ومفصلي في تاريخ سورية بالنظر للتطورات المحلية والإقليمية والدولية والتي تحمل في جوهرها تغيرات تكتيكية واستراتيجية في تفاعل القوى الكبرى مع الأزمات الساخنة والخامدة والمستجدات الطارئة والتي قد تسهم بتغيير الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها مع تقدم الصين بخطا ثابتة وقوية لتهديد الزعامة الأميركية على الاقتصاد العالمي.

في الانتخابات الرئاسية عكس الشعب السوري بكل فئاته تفاعله الواعي والوطني مع هذا الحدث انطلاقاً من إدراكه للتحديات التي تواجه الوطن ومحاولات الأعداء النيل من دوره وسيادته والمسؤولية الوطنية تجاه ذلك وقدم هذا الشعب صورةً بالغة التعبير والتأثير للداخل والخارج أعادت فيها الأمور إلى نصابها الصحيح بعد التحريف الذي أصابها خلال الفترة الماضية.

لم ينطلق الشعب السوري في إعادة انتخابه للرئيس بشار الأسد لولاية دستورية جديدة من المشاعر والعواطف النبيلة التي يحملها تجاهه رغم أهميتها بل من قناعة راسخة بقدرته على قيادة الوطن إلى بر الأمان والاستقرار وإعادة بنائه على أسس حديثة ومتطورة تقوم على امتلاك ناصية سيادة القرار وعدم التفريط بأي حق وطني وقومي من مبدأ مشاركة جميع أبنائه في هذه العملية التي سيرسم خطوطها العريضة واستراتيجيتها الرئيس الأسد ويقوم بتنفيذها كل المواطنين السوريين كل بحسب موقعه ودوره وعمله وإمكانياته.

كذلك الأمر لم يعد الشعب السوري انتخاب الرئيس الأسد لولاية دستورية جديدة فقط لتحديه وصموده أمام أعتى الدول والجيوش والضغوط الاقتصادية والسياسية بل لقناعته بقدرته على تحويل هذه الضغوط في المرحلة المقبلة إلى عامل قوة في تعزيز حضور سورية على المستوى الإقليمي والدولي وحصد النتائج الإيجابية لصمود شعبها وتضحياته في مواجهة رعاة الإرهاب وتوظيفها على المستوى الوطني بما يعيد دورة الحياة الطبيعية ويفتح الباب لتكامل المجتمع السوري في تجاوز سلبيات فترة الحرب والبناء على ذلك في تعزيز تماسك المجتمع واعتماده على قدراته الوطنية.

وأيضا لم يفوض الشعب السوري الرئيس الأسد بقيادة الوطن لسبع سنوات قادمة من منطلق تفانيه في المرحلة الماضية للحفاظ على مقومات وحاجات الشعب بل لإدراكة بأنه القادر على توظيف كل إمكانيات الوطن والعلاقات مع الحلفاء والأصدقاء ودول العالم الأخرى لتلبية متطلبات المرحلة القادمة بما يضمن تحويل سورية إلى ورشة عمل على كل المستويات تنهض بالوطن ليكون المكان المفضل لإبداع وإنتاج السوريين.

إن الشعب السوري قال كلمته في هذه الانتخابات ببلاغة قل نظيرها للشقيق والصديق قبل العدو لا يكتنفها أي غموض وتلبي مستوجبات المرحلة القادمة بما تحمله من فرص وتحديات تحت عنوان الولاء للوطن وهذا يفتح الباب واسعاً أمام كل السوريين في الداخل والخارج للاندماج والتكامل لاستكمال الانتصار بكل الاتجاهات والانطلاق بعملية إعادة الإعمار ذاتياً كقاعدة أساسية ضماناً لسيادة القرار السوري وقطع دابر محاولات التدخل الخارجي حالياً ومستقبلاً.

لقد عبر الرئيس الأسد في كلمته إلى الشعب السوري بمناسبة فوزه بالانتخابات بشكل جلي عن حجم الشرف العظيم الذي منحه له هذا الشعب لخدمته في المرحلة المقبلة وتلبية تطلعاته وتوجهاته ووضع أفكاره في حيز التنفيذ وهذا يستدعي من كل مفاصل الدولة ومؤسساتها لتكون على قدر المسؤولية في مواكبة وتنفيذ تطلعات السوريين للعيش بعزة وكرامة وتعزيز مكانتهم على الساحتين الإقليمية والدولية.

 

صحيفة الثورة – زاوية ( معا على الطريق ) 29 / 5 / 2021 م