جديد 4E

النقل شريان الاقتصاد.. وأزمته المتفاقمة مفارقة مؤلمة تُضفي التعاسة على سعيد .. !

الدكتور عامر خربوطلي

دكتور عامر خربوطلي

(المواصلات شريان الاقتصاد) عبارة خطرت في بال مواطننا (سعيد) وهو يستقل باصاً حديثاً للانتقال من دمشق إلى مدينة طرطوس، مسافة تقارب الـ (250) كلم يقطعها الباص المكيف في حوالي (4) ساعات وهي مدة ليست بالقليلة ولكنها ضمن الظروف الحالية التي تمر بها سورية تعتبر مقبولة ولكن …

ولكن أغلب دول العالم قد استغنت عن الباصات نحو القطارات الكهربائية السريعة والتي تقطع مثل هذه المسافات بأقل من ساعة ليس الزمن فقط هو المقياس بل الراحة والأمان.

قبل الأحداث التي مرّت بسورية كان القطار الذي يقطع هذه المسافة يمر بمناطق ليست ذات أهمية على مشارف البادية السورية دون أن يمر بمدن مهمة في القلمون مثل النبك ودير عطية وهذه مفارقة غير مفهومة !!!

في جميع دول العالم خطوط القطارات مراكز للتنمية والتطوير وعلى جنباتها تقع الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصانع والتجمعات السكنية مما يجعلها شرايين للتنمية والاستقرار بالإضافة لسهولة الانتقال والعمل والدراسة.

وهنا توقف مواطننا سعيد وتذكر مشاريع المترو في المدن الرئيسية وكيف أصبحت حاجة ملحة وليس ترفاً وحاول المقارنة بين وسائط النقل الحديثة من (الترامواي والترولي والمترو والسكك الحديدية السريعة) وبين ما وصلت إليه أزمة النقل الحالية في بلده وكيف تزدحم شوارع المدن الرئيسية بأفواج الركاب الذين اضطروا لأول مرة لركوب الشاحنات الصغيرة غير المخصصة أصلاً لنقل الركاب.

إنها مفارقة لا يمكن تصورها إنها قاسية ومؤلمة بآن معاً ونحن ها قد دخلنا في بداية العقد الثالث من هذا القرن، قرن الثورة الصناعية الرابعة، قرن التكنولوجيا والذكاء الصنعي، هذه كانت آخر كلمات مواطننا (السعيد) وهو يحاول اللحاق بباصٍ للنقل العام ازدحمت ممراته بعشرات المواطنين المتعبين ….

دمشق في 17/3/2021.

العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم / 121 / –  حلم المواطن سعيد رقم /4/