بين الشهادات المطروحة واحتياجات سوق العمل شرخ كبير مليء بالفرص المؤقتة غير المنظمة
ناديا المير محمود
من باب إلى باب أقرع الأجراس بإصرار، أكرر محاولات إيجاد فرصة عمل تناسب دراستي بعد مرور العام السادس على تخرجي من كلية الإعلام، تلك الفرحة التي شاركني بها الجميع، رغم قضائي سبع سنين ونصف ما بين الواجبات والمحاضرات. سنين لم تزد طاقتي أو ذكائي وجل ما زادته هو شعور النفور وتكرار عبارة (ايمت رح اتخرج)؟
بعد التخرج
ها أنا في المرحلة الأهم، مرحلة لا يشبه العمل بها ما حوته الكتب وبدأ التعثر ضمن واقع مرير، ومقاومة آفة البطالة المتفشية في كل مكان محاولة قتل ما تبقى من خلايا حية في ذهني وأحلامي.
إنني ناجية من حرب بأقل الخسائر، مسحت غبار الخمول وبدأت العمل كإنسانة طبيعية، دون التكبّر على أي نوع من العمل المتوفر حولي، وقد تخلل ساعات عملي الطوال محاولات جدية والقليل من أحلام اليقظة في الحصول على عملي المفضل.
محظوظة رغم غياب مقومات الشغف؛ نعم، حصلت على عدة خبرات واكتسبت مهارات، وكان القطاع الخاص الباب الأوسع الذي دخلته، وكتطبيق للمثل الشعبي/ درت داني الطرشة / للسؤال الأكثر تكراراً هل تعملين ضمن اختصاصك؟ لتكون كلمة (لا)الأقوى حضورا..
وكفتاة تقطن في منطقة صغيرة، أبدعت بالتأقلم مع الظروف المحيطة في ظل عدم قدرتي على الانتقال لمنطقة أكبر جغرافيا وتحوي فرص عمل أكثر، تجاوبت مع الخيارات المطروحة أمامي المحددة بخيارين أو ثلاثة لا أكثر.
حينها أجبرت على تناسي شهادتي، والعمل للحصول على خبرات رابطة إياها بمدة زمنية، بعد أن قوبلت بالرفض في أكثر من مجال لغياب بند الخبرة، فأصبح هوسي جمع الخبرات لطرق أبواب جديدة علها توصلني إلى ما أحلم به.
فحالتي الراهنة هي مراهنتي على اجتياز هذه المهمة الشاقة، لأثبت نفسي ضمن العمل بما أحب، مدركة تماما لفكرة التخصصات وأن ما برعت به قد لا يلائم غيري والعكس.
فما بين كم الشهادات المطروحة واحتياجات سوق العمل، شرخ كبير مليء بفرص العمل المؤقتة غير المنظمة، لأكون وأمثالي ممن تحول لروبوت ينجز، دون ابتكار، الحشو المناسب لهذا الشرخ مؤقتا. ولكن ستبقى عبارة/العمل هو المعلم الأفضل/ الشعار الأقوى لكي أصل، وللهدف الأول سأصل.